أيضاً من أقوال المستشرقين: أن الإسلام قيم وشرائع مثالية، ومعنى مثالية: أنها قيم نتمناها في الخيال، لكن لا يمكن تطبيقها، وقالوا إن هذه المثالية تصلح للمجتمعات البدائية؛ لذلك طبّقها الصحابة تطبيقاً صحيحاً، لكن لا يمكن أن تُطبّق مرة أخرى هذا رأي المستشرقين، وهذا الذي بُنيت عليه حياة المسلمين الآن، ما دخلت الدساتير والأنظمة القانونية في بلاد المسلمين وحكموا بغير شرع الله، ودخلت الأنظمة الاجتماعية التي أفسدت الأسرة وأفسدت المرأة، حتى ما خرجت سافرة عارية وخرجت من الحشمة والفضيلة إلا باسم أن الشرع القديم كان مثالياً ولا يصلح للعصر الحديث.
هذا عقلانية متناهية فهم حكموا بعقولهم، والله سبحانه وتعالى أنزل الدين ليُعمل به إلى قيام الساعة، وهو الخير والصلاح للبشر في كل زمان، وإذا كانت البشرية قد انحرفت عن دين الله وعن منهجه فهل انحرافها يكون حُجّة؟ نعم هم بعقولهم يقولون: يكون حُجّة، الآن يحتج علينا العقلانيون العلمانيون والحداثيون بانحرافات البشرية في أوروبا وأمريكا، يقولون: الناس تطوروا وسبقوكم بالعقل والفكر، وأنتم تريدون أن تطبقوا أحكاماً لا تصلح إلا لعصور الجمل والوسائل البسيطة لعصور البداوة إلى آخره.
هذه شبهات الشيطان، الإسلام دين الله، وإذا انحرف عنه البشر أننحرف عنه معهم؟ لا، وإن كانت لهم عقولهم هذه.