للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلو أمكنهم معارضته لما كان لهم منه مانع. ثم سلمنا أنه لم يتحدّ به إلا بعد ظهور سلطانه فقد كانت طوائف العرب كثيرة، وأكاسرة «١» الفرس وقياصرة الروم «٢» موجودين. فقد كان لمن له قوة المعارضة أن يأوى إلى منعه منهم، ثم يعارضه فإذا أتى بمثله بطل كونه معجزا، ثم كان من تابعه يتخلى عنه، ومن خالفه يشتد عليه حتى يؤول أمره إلى الانحلال والاضمحلال كما آل أمر" مسيلمة الكذاب" و" الأسود العنسي" و" طليحة الأسدي" «٣» والأنبياء الكذبة من بني إسرائيل وما رأينا الأمر كذلك. بل لم يزل الناس يدخلون في دينه حتى طبق المشرق والمغرب.


- منعوني أن أبلغ كلام ربي" وأخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن، باب حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تبليغ القرآن. بلفظ أبي داود. وقال الترمذي:" هذا حديث غريب صحيح" وأخرجه ابن ماجه في المقدمة باب فيما أنكرت الجهمية، بلفظهما، وأحمد في المسند (٣/ ٣٩٠) وفي آخره زيادة عنده.
(١) أكاسرة: جمع كسرى: اسم ملك الفرس، معرب وهو بالفارسية: خسرو أي: واسع الملك، فعربته العرب فقالت: كسرى. وورد في الحديث كثيرا.
[انظر لسان العرب ٥/ ١٤٢].
(٢) قياصرة: جمع قيصر: اسم ملك الروم يسمى به كل من ملكهم.
[انظر لسان العرب ٥/ ١٠٤].
(٣) طليحة بن خويلد بن نوفل بن نضلة بن الأشتر الأسدي الفقعسي. أسلم، في وفد بني أسد سنة تسع للهجرة، ولما رجعوا ارتد طليحة وادعى النبوة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فبعث إليه ضرار بن الأوزر فضربه بالسيف فشاع بين الناس أن السلاح لا يؤثر فيه، وبعث إليه أبو بكر بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد في جيش فانهزم طليحة وفر إلى الشام وبقي حتى أسلمت أسد وغطفان فأسلم ووفد على عمر بالمدينة فبايعه وأبلى في الفتوح بلاء حسنا واستشهد في نهاوند. [انظر الإصابة ٢/ ٢٣٤ (ت: ٤٢٩٠)، والأعلام ٣/ ٢٣٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>