للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انبهارا منه بالقرآن، وخشية أن تأخذه الصاعقة «١».

وسمعه الوليد بن المغيرة يقرأ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والْإِحْسانِ «٢» الآية فقال فيه ما قدمنا ذكره «٣». وقال: وما هو قول بشر، وكلهم كانوا يعرفون عجزهم عن مثله. وهو بينهم وحيد مستضعف، حتى إنهم أخرجوه إلى الطائف، ثم عاد فاستجار بالمطعم بن عدي «٤»، حتى بلّغ القرآن، وكان يقول:" من يمنعني/ من قريش. فإنهم قد منعوني أن أبلغ كلام ربي"؟ «٥».


(١) انظر القصة في دلائل النبوة للبيهقى بثلاث طرق (٢/ ٢٠٢ - ٢٠٦)، وأوردها ابن كثير في تفسيره (٤/ ٩٠ - ٩١) عن عبد بن حمي، د وأبو يعلي في مسنده، والبزار، وابن اسحاق في السيرة، والبغوي في التفسير، وانظر سيرة ابن هشام المجلد الأول ص ٢٩٢.
(٢) سورة النحل، آية: ٩.
(٣) انظر ص: ٦٠١ من هذا الكتاب. وقد خرجت القصة هناك.
(٤) المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، رئيس بني نوفل في الجاهلية وقائدهم في حرب الفجار، أجار النبي صلى الله عليه وسلم لما انصرف من الطائف إلى مكة لما طلب منه النبي ذلك فتسلح المطعم وأهل بيته وخرج بهم حتى أتوا المسجد الحرام وأرسل على النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل فدخل وطاف بالبيت وصلى عنده، ثم انصرف إلى منزله آمنا، وكان أحد الذين مزقوا الصحفية، عمي في كبره ومات قبل وقعة بدر، رثاه حسان بن ثابت وفيه الحديث الذي أخرجه البخاري في" فرض الخمس، باب ما منّ النبي صلى الله عليه وسلم على الأسارى ... ":؛ لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء- يعني أسارى بدر- لتركتهم له"، وقصة جواره للنبي صلى الله عليه وسلم أخرجها ابن اسحاق وابن هشام في السيرة (المجلد الأول ص ٣٨١) وابن سعد في الطبقات الكبرى (١/ ٢١١ - ٢١٢) وانظر فتح الباري ٧/ ٣٢٤، والبداية والنهاية ٣/ ١٣٧ - ١٣٨.
(٥) أخرج أبو داود في كتاب السنة، باب في القرآن، عن جابر- رضي الله عنه- قال:" كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعرض نفسه على الناس في الموقف فقال:" ألا رجل يحملني إلى قومه فإن قريشا-

<<  <  ج: ص:  >  >>