للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما البرهان على أن المسيح لم يصلب ولم يقتل فهو: أن قتله إن لم يكن [أشهر] «١» من ولادته من غير ذكر، فهو مثله في الشهرة، ولا بدّ. ثم إن ولادته من غير ذلك لما كان له وجود، تواتر تواترا لم يختلف فيه اثنان «٢» منا ومنكم فلما اختلفنا في قتله، دل على أنه لم يبلغ تلك المرتبة من التواتر فلم يثبت بمجرد الدعاوى أو الحجج الضعيفة «٣» وإنما كان الأمر في ذلك مشتبها «٤» كما نص عليه القرآن فاشتبه عليكم.

يؤكد «٥» ذلك: أن المسيح طبق ذكره الآفاق، لما ظهر على يده من الخوارق وقتل مثل هذا لا يقبل مثل هذا النزاع لما يجب له في مطرد العادات من الشهرة والغلبة، وإذا كان يحيى وزكريا دونه في الشهرة بكثير، ثم لم يختلف في قتلهما.

فما الظن بالمسيح الذي أجمعنا على أنه أفضل أنبياء بني إسرائيل «٦» وأنتم تدعونه إلها؟ «٧».


(١) في (أ):" إن لم يكن اسمه من ولادته ... "، وفي (م):" فهو أن يقال إن لم تكن ولادته من غير ذكر فهو مثله في الشهرة" ومكان العبارة في (ش) بياض وما أثبته هو الصحيح والله أعلم.
(٢) في (ش): إنسان.
(٣) عبارة:" أو الحجج الضعيفة" مكررة في (أ).
(٤) في (ش): مشبها.
(٥) في (م):" وكذلك أن المسيح ... ".
(٦) لا شك أن عيسى- عليه السلام- من أولو العزم من الرسل وهم أفضل من سائر الرسل، وأنه من أفضل أنبياء بني إسرائيل، ولكن لم أجد دليلا على أنه أفضلهم، فموسى- عليه السلام- أيضا من أفضل أنبياء بني إسرائيل وأيهما أفضل؟ الله أعلم. ونحن لا نفضل نبيا بعينه على آخر بعينه، ولم يرد نص يفضل أحدهما على الآخر.
(٧) قلت: الطوفي- رحمه الله- يريد أن يرد على النصراني تكذيب القرآن والمسلمين بإلقاء الشبه على عيسى- عليه السلام- والنصارى دائما يقولون إن ذلك يفضي إلى السفسطة والدخول في الجهالات. ويمكن أن يرد عليهم من وجوه أذكرها باختصار وهي:-

<<  <  ج: ص:  >  >>