- لمَّا طفقت أجمع مواد البحث من مدونات علمي الأصول والجدل عثرت على مادةٍ علميةٍ نفيسة , ولكنه اتضح لي فيما بعد أن أكثر هذه المواد عبارةٌ عن جملٍ مقتضبة ,وعباراتٍ دقيقة ,وإشاراتٍ خفيةٍ في جوانب عديدةٍ من هذا الموضوع , مما كان يستدعي مني التأمل الطويل ,مع التحليل والاستقراء والاستنتاج والتركيب, حتى أظفر بمزيد بيانٍ ووضوحٍ في تلك المسائل وعلائقها بغيرها , ثم أضعها في موضعها اللائق من هذا البحث.
- التداخل والترابط الكبير بين أجزاء الموضوع ومقدماته ,وعلاقته بالأدلة الشرعية, وتطبيقاته , مما استدعى كثرة الإحالات إلى متقدمٍ أو متأخر ,والتكرار عند الحاجة إلى ذلك, كتكرار ذكر بعض الأمثلة في مواضع عدةٍ من البحث؛ وذلك لأنه يتجاذبها أكثر من أصل ,ولكل مثالٍ مناسبته التي تليق به من وجهٍ دون آخر , فلا أجد حينئذٍ بأسا في التكرار؛ إذ المقصود الجانب التأصيلي في تلك المواضع , لاسيما وأني قد أفردت باباً مستقلاً للتطبيق على موضوع البحث يشتمل على (١٥) مسألةً معاصرةً من عدة أبوابٍ فقهيةٍ متفرقة.
- جِدَة بعض الموضوعات التي لم أعثر على بحثٍ مفردٍ فيها , أو إيضاحٍ مقصودٍ يستقل بها , وهو ما دفعني إلى بذل مزيدٍ من الجهد في التأمل والتحليل والربط والتركيب أكثر من بذل الجهد في جمع المعلومات وتنظيمها , وذلك مثل موضوع علاقة الاجتهاد في المناط بالأدلة الشرعية المتفق عليها والمختلف فيها.
[شكر وتقدير]
في الختام أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لشيخي الكريم فضيلة الأستاذ الدكتور /غازي بن مرشد العتيبي الذي أشرف على هذه الرسالة , وأفادني باستدراكاته الدقيقة, وتنبيهاته النفيسة, وتوجيهاته النيرة , ومنحني من وقته وجهده -رغم أشغاله العلمية والعملية - ما أسهم في تكميل نواقص البحث , وتسديد ثغراته, فأسأل الله أن يجزيه خير الجزاء , وأن يرفع درجاته في عليين إنه سميعٌ قريب.