قال ابن أبي حاتم في العلل (١/ ١٩١: ٥٤٨): (سألت أبي عن حديث رواه أبو داود الطيالسي عن محمد بن ثابت عن أبيه، عن أنس، عن زيد بن ثابت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كان يقارب بين الخطا إلى المسجد، وقال:"إنما فعلته لتكثير خطاي إلى المسجد". فسمعت أبي يقول: روى هذا الحديث جماعة عن ثابت البناني، فلم يصله أحد إلَّا الضحاك بن نبراس، والضحاك: لين الحديث، وهو ذا يتابعه محمد بن ثابت، ومحمد أيضًا ليس بقوي، والصحيح موقوف). اهـ.
قلت: وقد أخرجه الطبراني أيضًا موقوفًا فقال في (٥/ ١٢٦: ٤٧٩٦): حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا السري بن يحيى بن ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كنت أمشي مع زيد بن ثابت: فقارب في الخطى فقال: "أتدري لم مشيت بك هذه المشية؟ فقلت: لا؟ فقال: "لتكثر خطانا في المشي إلى الصلاة". ولم يرفعه السري بن يحيى. اهـ.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٢/ ٣٢): (... ورواه موقوفًا على زيد بن ثابت، ورجاله رجال الصحيح). اهـ.
والسري بن يحيى: هو ابن يحيى بن إياس بن حرملة الشيباني البصري، ثقة، أخطأ الأزدي في تضعيفه. اهـ. التقريب (٢٣٠: ٢٢٢٣). لكن سند الطبراني إليه ضعيف حيث إنه يروي الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مريم وهو ضعيف كما في الكامل (٤/ ١٥٦٨).
وقد وافق السريَّ على وقفه جعفرُ بن سليمان الضُّبَعي، وقد قال فيه الحافظ: صدوق زاهد لكنه يتشيع. اهـ. التقريب (١٤٠: ٩٤٢).
فقد: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (١/ ٥١٧: ١٩٨٣): مختصرًا قال: عن جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قال: وضع زيد بن ثابت يده عليّ وهو يريد الصلاة، فجعل يقارب خَطْوَه. =