وذهب ابن الأثير في أسد الغابة (١/ ٣٣١)، إلى أنه التميمي من كبار أصحاب ابن مسعود. وذهب المصنف في الإصابة إلى أنه ابن سويد بن الصامت الأنصاري (١/ ٢٨٠). والذي يظهر لي أنه ليس بابن سويد بن الصامت؛ لأنهم ذكروا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قتله بالمجذر بن زياد في أحد. والآثار التي وردت بنسبة إلى أنه ابن الصامت الأنصاري ضعيفة وهي: فاولاها: عند ابن جرير (٤/ ٣٤٠)، حدثني موسى بن هارون، قال ثنا عمرو، قال ثنا أسباط، عن السدي. وهذا إسناد ضعيف أسباط صدوق له أغلاط ويغرب. وثانيها: أخرجه ابن جرير أيضًا (٤/ ٣٥٠)، حدّثنا القاسم، ثنا الحسين، قال ثنا الحجاج، عن ابن جريج، عن عكرمة، قال: نزلت في أبي عامر الراهب والحارث بن سويد بن الصامت، ووحوح بن الأسلت، وهذا إسناد ضعيف أيضًا الحسين هو سنيد وتقدم مرارًا الإِشارة إلى ضعفه. ثالثها: عند ابن أبي شيبة في مصنفه (١٤/ ٤٠٠) بذكر قصة ارتداده وعدم قبول النبي -صلى الله عليه وسلم- منه ذلك. وهي ما حدثه زيد بن الحباب، قال: حدّثنا موسى بن عبيدة، أخبرني عبد الله بن عبيدة عن أبي صالح مولى أم هانئ بهذا .. وهذا إسناد تكفي نظرة واحدة إليه للحكم بضعفه الشديد: ١ - موسى بن عبيد ضعيف. ٢ - أبو صالح ضعيف وقد أرسله. فحديث شبه الريح. وهي إضافة إلى ذلك فمراسيل لا تقوم بها الحجة. وفيه حديث مرفوع سيأتي ذكره عند شواهد حديث الباب. فالذي يظهر أنه صحابي يسمى بالحارث بن سويد وورد حديث مرسل عن مجاهد أنه من بني عمرو بن عوف، وأنه ارتد ثم أسلم وحسن إسلامه.