الحديث بسند أبي داود فيه أمور منها أن فيه محمَّد بن إسماعيل بن عياش، قال الحافظ ابن حجر عابوا عليه روايته عن أبيه بلا سماع انتهى، ولكن الراوي عنه قال قرأت في أصل إسماعيل فهو من هذا الباب جيِّد.
ثانيًا: فيه إسماعيل بن عياش وهو ثقة في رواية أهل بلده وهو حمصي وشيخه وهو ضمضم بن رزعة حمصي، وقد أخطا فيه الحافظ في التقريب حيث قال صدوق يهم ولم أر من وصفه بالوهم بل وثقه ابن معين وغيره وانفرد أبو حاتم بتضعيفه وهو متشدد، وتضعيفه غير مفسر ومع ذلك يقابله توثيق الأئمة.
ثالثًا: شريح بن عبيد الحمصي لم يسمع من أبي مالك الأشعري كما حققه الحافظ ابن حجر في التهذيب.
قلت: لولا الانقطاع بين شريح وأبي مالك لكان الحديث حسنًا والعجب ما فعله الحافظ حيث قال في بذل الماعون (ص ١٢٩) بعد ذكر الحديث: إسناده حسن مخالفًا في ذلك ما حققه هو بنفسه في التهذيب.
تنبيه: الفقرة الأولى من الحديث وهي قوله: "أن تستجمعوا على ضلالة" صحيحة كما مر ذلك في الحديث الذي قبله، والله أعلم.