سادساً: مكان إقامة واستقرار المهدي المنتظر في الأرض المقدسة، سيخرج من المدينة ويذهب إلى مكة، فيدخل الناس عليه في بيته في مكة فيحملونه على الخروج إلى البيت الحرام وعند الركن والمقام يحملونه ويقهرونه على البيعة، فيبايعهم، ثم يأتيه جيش من منافقي الشام، ففي اللحظة هذه الشام تقذف بمنافقيها، فيأتي المنافقون على رأس جيش عرمرم يريدون قتل المهدي المنتظر، فينجو منهم جميعاً، ثم ينطلق إلى بلاد الشام، فيبايعه أهل الشام، ثم إذا كان صلاة الفجر في تلك الأيام ووقف المهدي يسوي الصفوف ثم دخل في تكبيرة الإحرام فقال: الله أكبر، إذا بعيسى بن مريم ينزل من السماء عند الباب الشرقي من دمشق حيث يؤم المهدي المسلمين، فيعرفه المهدي في صلاته فيتأخر ليصلي مأموماً ويكون الإمام هو عيسى بن مريم، فيقول له عيسى بن مريم: صل بهم؛ تكرمة الله تعالى لهذه الأمة، أي: تكرمة الله تعالى لهذه الأمة أن يؤمها رجل منها وأنا رجل من الأمة أصلي خلف المهدي المنتظر، فصلى خلف المهدي المنتظر مرة، وصلى عيسى عليه الصلاة والسلام بأمة الإسلام بعد ذلك إماماً، فهذه آيات وأحداث تكون على أرض فلسطين على أرض الشام.
ثم بعد هذا يظهر المسيح الدجال، فيتبعه اليهود، فهو شيخ اليهود، فـ المهدي المنتظر لليهود هو المسيح الدجال، يأتي المسيح الدجال وقد رزقه الله تعالى قدرة خارقة يجوب الأرض في أربعين يوماً شرق الأرض وغربها يضع رجله عند منتهى بصره مثل البراق، فيمكث في الناس أربعين: يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كأسبوع، وسائر أيامه كيومكم هذا، فيمكث أربعين على هذا النحو، وفتنته عظيمة جداً، والنبي عليه الصلاة والسلام قال:(ما بعث الله تعالى نبياً إلا حذر أمته الدجال)، إذاً: هذه الفتنة قديمة، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: إذا ظهر الدجال وأنا فيكم فأنا حجيجه، وإذا ظهر بعد موتي فاقرءوا أوائل سورة الكهف العاصمة التي تعصم من فتنة الدجال، ولا تتعرضوا له، كما قال عليه الصلاة والسلام:(إذا ظهر الدجال فانأ عنه) أي: ابتعد عنه؛ لأنه سيأتي بعلامتين: في إحدى يديه نار وفي إحدى يديه خبز وماء بارد، أما الذي تراه ناراً فهو الخبز والماء البارد، وأما الذي تراه طعاماً وخبزاً فهو النار، يعني: أنت ممكن أن تقول: نهرب من النار هذه التي أنا أراها وأذهب آكل من الخبز فإذا به النار، وهذه فتنة عظمة تموج كموج البحر، فإذا خرج الدجال -ولابد أن يخرج- فلينأ عنه المرء، وليعتصم بالله وحبله المتين، ويذكر الله تعالى كثيراً، ويقرأ العشر الآيات الأول من صدر سورة الكهف، ينزل عيسى بن مريم فيقول أميره المهدي: تعال صل بنا، فيقول: إن بعضكم أمير بعض، تكرمة الله لهذه الأمة.
وتكلمنا عن الهدنة التي تكون قبل الملحمة في بيت المقدس وعلى الأرض الطاهرة المباركة، وفي كل عنصر من هذه العناصر كلام كثير جداً، لكن على أية حال الوقت والمكان لا يسع لذلك، وهناك كذلك فتوحات إسلامية تنطلق من أرض الشام، فتوحات ناحية فارس، وفتوحات ناحية روما، على يد عيسى بن مريم عليه السلام، يعني: أن عيسى بن مريم عليه السلام هو الذي يتولى قيادة الأمة المسلمة لفتح روما، وحامية النصرانية في هذه الأزمنة هي روما، والذي سيفتحها في آخر الزمان هو عيسى بن مريم، وفي هذا تحطيم وتسفيه لأحلام النصارى وتنبيه لهم لعلهم يفيقون.
أما فتح الهند فيكون في زمن المهدي المنتظر، يبعث المهدي جيشاً إلى الهند.
وقد تكلمنا من قبل عن الدجال، وأن هلاكه عند باب لد بفلسطين، والذي يقتله هو عيسى بن مريم عليه السلام، إذاً: مسيح الهداية هو الذي يقتل مسيح الضلالة، وبعض الناس يخطئ فيقول: المسيخ بالخاء، ولم يأت هذا الضبط أو النقط في شيء من الأثر، وإنما هو المسيح الدجال، أما المسيح على الإطلاق فهو عيسى عليه السلام.
والدجال له قصة طويلة، وقد شرحنا أمره في أكثر من محاضرتين تقريباً، ومكان خروج الدجال أصبهان كما قلنا، ويبقى في الأرض أربعين يوماً؛ يوم كسنة إلى آخره.
أما صفاته وأتباعه؛ فصفاته كثيرة جداً، ولا داعي لذكرها، إنما يرجع إلى الكتب المتخصصة في ذلك، وأما عن أتباعه الذين يسيرون معه فهم اليهود، يعني: أن اليهود أصحاب فتن في الأولى والآخرة، فالواحد منهم سيموت في آخر الزمان ولكنه لا يؤمن، بل يقتل كافراً.
والدجال ممسوح العين اليسرى، ناتئ العين اليمنى، يعني: هو ليس أعور فقط، بل كلا عينيه معيبة، واحدة عوراء تماماً، والثانية مجحوضة ناتئة، وورد في الرواية أن العيب في العين اليسرى، وفي روايات أخرى أن العيب في العين اليمنى، ولا مانع