الكلام عنه ان شاء الله، في الجزء المخصص للاسلام من هذا الكتاب، وجانب نفسي هو الذي نبحث عنه الآن، ونحن نتكلم عن الايمان.
هذا الجانب هو الرضا القلبي بحكم الشرع، واطمئنان النفس اليه، وأن نعمل الواجب أو نترك الحرام عن اقتناع، ليس في قلوبنا تبرم به، ولا سخط عليه، قال تعالى:{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}.
وهذا هو الجانب العملي.
{ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً}.
وهذا هوالجانب النفسي. فلا يكفي مجرد الاحتكام إلى الرسول، اذا لم يكن في قلوبنا اعتقاد صحة هذا الحكم، والرضا به، والاطمئنان اليه.
{إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا (بألسنتهم مقرين معترفين بقلوبهم) سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ... }.
ومن الناس من يسأل دائماً عن حكمة الشرع في كل أمر ونهي. كأنهم لا يطيعون الا اذا عرفوا الحكمة، وللشرع حكمة لا شك فيها، ولكنها قد تبدو لنا، بالنص أو بالاستنباط، وقد تخفى علينا، افنعصي ربنا اذا لم تظهر حكمة شرعه لنا؟!
تصور: انك كلما أمرت ولدك بأمر لم ينفذه، حتى تبين له مقصدك منه، وحكمتك فيه، ولو كان الموقف ضيقا لا يتسع للبيان، ولو كان في الأمر سر لا يجوز معه الاعلان! الا تعد هذا الولد عاصيا لك؟ اولا تنتظر منه أن يطيعك على أي حال، لأنه ولدك ولأنك أبوه؟ ولو أن ضابطا تلقى أمر القيادة فأبى أن ينفذه حتى تشرح له خطتها التي أوحت به، وغايتها من اصداره ألا يستحق العقاب؟