السقف. لها سَمْك، وبعدها فضاء .. الله أعلم بسعته. ربما كان كهذا الفضاء أو أكبر منه، تحيط به كرة أخرى، أكبر وأضخم، ثم فضاء ثالث، ثم كرة ثالثة. ثم فضاء رابع ثم كرة رابعة. ثم فضاء خامس، ثم كرة خامسة. ثم فضاء سادس، ثم كرة سادسة. ثم فضاء سابع ثم كرة سابعة. ثم تأتي أجسام غاية في الكبر والعظم، هي العرش، والكرسي، وما أخبر الله عنه، من هاتيك العوالم.
ومن أعجب العجب، ومن أظهر الادلة على الله، ان هذا الفضاء بكل ما فيه موجود بصورة مصغرة، بحيث لا يدرك العقل دقتها وصغرها - كما أنه لا يدرك سعة الفضاء ورحبه - موجود في الذرة.
الذرة التي لا ترى الا بالمجهر الالكتروني. الذرة التي كان يسميها العلماء والفلاسفة الاقدمون الجوهر الفرد (الجزء الذي لا يتجزأ)، الذرة التي قال العلماء أنه لو صف أربعون مليونا منها جنبا إلى جنب، كان طولها (طول الأربعين مليونا) معشارا واحدا (سانتي متر)، وسط هذه الذرة "فضاء فيه نواة، تدور حولها أجسام صغيرة (١) كدوران الكواكب في الفضاء، ونسبة النواة للذرة، كنسبة حبة القمح للقصر العظيم، والنواة يزيد وزنها وحدها عن وزن (١٨٠٠) من هذه الكهارب، فهل هذا كله من عمل (المصادفات)؟
وان الذي يثلج صدر المؤمن، ان هذه المقالات التافهة كالطبيعة، والمصادفات وأمثالها، قد انقطع ورودها على ألسنة العلماء، ولم يبق من قائل بها الا أشباه العوام، ممّن يدعون العلم وليسوا من العلماء.
الإيمان بالله
[الله رب العالمين]
هذه هي القضية الثانية من قضايا الايمان بالله، وهي: ان تعتقد ان الله
(١) هذه الأجسام الصغيرة: يسمونها الكهارب (الالكترونات).