للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثياب جعلت لدفع البرد، وستر الجسد، فان عظمتها لذاتها، فحفظتها ورعيتها ولم تنتفع بها، صرت عبدا لها، وقد: "تعس عبد الخميصة".

والاسلام دين القوة ولكن بلا ظلم.

والاسلام للدينا والآخرة.

{ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ... }.

وهو يريد من المسلمين أن يصدقوا الايمان، وأن يتبعوا الشرع، وأن يكونوا مع هذا أرقى الأمم، وأقوى الأمم، وأعلم الأمم، وأغنى الأمم، ليجمعوا حسنة الدنيا وحسنة الآخرة.

وأن يعلم كل مسلم - بعد هذا - ان عليه واجبا آخر، هو التعريف بالاسلام، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. فلا يكره الناس على الاسلام.

{لا إكراه في الدين}.

بل يعرض عليهم محاسنه حتى يرغبوا فيه، ولا يدعو بلسان مقاله فقط، بل بلسان حاله، بأن يكون المجتمع الاسلامي صورة مجسمة لمبادئ الاسلام، لا بأن يكون صورة مشوهة لها، تنفر منها وتبعد عنها كما هي الحال الآن. بأن يكون الداعي قوي العقل ليقيم الحجة. عالما بالاسلام ليحسن العرض، مثقفا بثقافة العصر. يكلم الناس بلغة العصر، وأن يكون لطيف المدخل، خفيف الظل، لا فظا ولا غليظا، ولا جافيا عاتيا.

وأن يعلم ان الاسلام لا يفزع من المناظرة، ولا يهرب منها، وان كل شيء فيه بالدليل وبالحجة والبرهان، وأنه يطالب بالدليل حتى ممن يدعي ما يخالف الاسلام:

{قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ... ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به}.

<<  <   >  >>