وإن كنت عالمًا فآداب العالم: سعة الاحتمال، ولزوم الحلم، والجلوس بالهيبة على سمت الوقار، مع ترك التكبر على جميع العباد إلا على الظلمة زجرًا لهم عن الظلم، وإيثار التواضع في المحافل والمجالس، وترك الهزل والدعابة، والرفق بالمتعلم، والتأني بالمتعجرف، وإصلاح البليد بحسن الإرشاد، وترك الحَرَد (١) عليه، وترك الأنفة من قول: لا أدري، وصرف الهمة إلى السائل وتفهم سؤاله، وقبول الحجة والانقياد للحق، والرجوع إليه عند الهفوة، ومنع المتعلم عن كل علم يضره، وزجره عن أن يريد بالعلم النافع غير وجه الله تعالى، وصد المتعلم عن أن يشتغل
بفرض الكفاية قبل الفراغ من فرض العين ـ وفرض عينه: إصلاح ظاهره وباطنه بالتقوى ـ، ومؤاخذه نفسه أولاً بالتقوى؛ ليقتدي المتعلم أولاً بأعماله، ويستفيد ثانيًا من أقواله.