[عقيدة الشيعة في أئمتهم]
السؤال
ما هي عقيدة الشيعة في أئمتهم؟
الجواب
الشيعة يعتقدون في أئمتهم أنهم معصومون عن الخطأ، وكلامهم ككلام الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم لا يخطئون ويقولون في علي بن أبي طالب رضي الله عنه إنه هو خليفة المسلمين وإمامهم؛ لأنه هو الذي نص الله عليه، والصحابة رضوان الله عليهم الذين لم ينتخبوا علياً واختاروا أبا بكر، فلم يطبقوا وحي الله سبحانه وتعالى، ويكونون في حكم الله قد خانوا الرسالة والأمانة، فرواية الصحابة التي هي أحاديث البخاري ومسلم وأبي داود وغيرهم لا تقبل؛ لأنها جاءت من طريق الصحابة الذين خانوا الأمانة والرسالة حسب زعمهم.
ثم بما أنهم معصومون فلهم التشريع والتشريع عندنا انتهى بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، أما عندهم فلقد استمر إلى سنة (٢٦٠هـ)، حين اختفى الإمام الثاني عشر، والحلال والحرام لا يؤخذ إلا من كلام أئمتهم.
ويؤصل الإمام الخميني للنظرية الجديدة في فقه الشيعة أن الحكام بعد الأئمة الأثني عشر إنما هم فقهاء الشيعة، والحكومة الإسلامية إنما هي محاضرات الخميني في النجف الأشرف على طلبة العلم هناك، في ولاية الفقيه الشيعي، فكان الشيعة يقولون: ما دام أن الإمام الثاني عشر قد غاب فلا نعمل شيئاً حتى يظهر، فقال لهم الفقيه الشيعي: الذي ينبغي هو إقامة الخلافة، وأدلته على ذلك: الرسالة التي جاءت من الإمام الغائب بعد غيابه.
وفيها أن نقباءه من بعده هم المؤهلون للحكم، فهذا دليل على أن كلام الإمام الغائب الذي اختفى دليل شرعي، فقد غلوا فيهم غلواً كبيراً حتى قال الإمام الخميني في أحد كتبه: لهم مقام لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل.
وعند الشيعة باتفاق أن الأئمة الاثني عشر أفضل من الأنبياء والمرسلين إلا خمسة وهم أولو العزم من الرسل، والأكثر على أنهم أفضل من أولي العزم إلا محمداً صلى الله عليه وسلم.
وهذا القول بالإجماع ولم يخالفه واحد منهم لا في القديم ولا في الحديث.
وفي كتاب الكافي للكليني الذي يعتبر من أصول فقه الشيعة ومن الكتب المعتمدة تمجيد عظيم لأئمتهم، ورفعهم فوق مرتبتهم، ويعتقدون أن الأئمة يعلمون ما في الغيب، أي: أن الأئمة يعلمون علم ما كان، وما يكون.
وينقل كثير من علمائهم أن القرآن فيه نقص، وأن عندهم مصحفاً ليس فيه من مصحفنا حرف واحد، فهذه القضية قضية عقائدية.
وعندما سئل ابن محسن الحكيم في مؤتمر في لندن: ما قولك في النصيرية؟ فقال: هم طائفة إسلامية، وكان موجوداً أمير الجماعة الإسلامية في باكستان، والشيخ مصطفى مشهور، وممثل سوريا، ويقول: هم طائفة إسلامية، وهم من الشيعة الإمامية الإثني عشرية.
إخواننا في سوريا يذبحون ويقتلون، بين إيران وسوريا ليس فيها خفاء، ثم يقال: النصيرية أقاموا دولة إسلامية، وأئمة الإسلام كلهم بلا استثناء يكفرون النصيرية، وهذا الرجل الذي سيكون حاكماً للعراق بعد سقوطها، فإنه سيمد يده إلى سوريا، واليد الأخرى إلى إيران لإقامة دولة الشيعة.
القضية ليست سهلة، الخلاف ليس خلافاً في الفروع كما بين الإمام أحمد، والإمام الشافعي، والإمام أبي حنيفة، والإمام مالك، إنما الخلاف في الأصول.
عندما يذاع شريط كشك في إذاعة إيران، ويذكر عمر بن الخطاب فإنهم يبترون عبارة (رضي الله عنه) لأنها ثقيلة على أسماعهم لا يريدون أن يترضوا عن عمر رضي الله عنه، ومع أن كشكاً يمدحهم في شريطه الذي لا يمر يوم أو يومين إلا ويذيعونه، مع أنه من أهل السنة، ولكنه تحمس وثار.
ويسبُّ في إذاعة إيران صباح مساء معاوية بن أبي سفيان باسمه، وإذا كنا قد نتساهل في أمر يزيد، فكيف في أمر معاوية بن أبي سفيان؟ وكتاب الحكومة الإسلامية للخميني لا يوجد فيه كلمة ترض واحدة عن أبي بكر وعمر.
بينما يترضى عن نصير الدين الطوسي الذي تمت على يده مذبحة بغداد بقيادة هولاكو، فهو الذي سلم له خليفة المسلمين ونساءه وأطفاله، وفتح له باب بغداد حتى كانت مذبحة بغداد سنة ستمائة وستة وخمسين.
ويقول لمخاطبيه: إذا زال الخميني لا يحدث شرخ في الإسلام، لكن إذا زال علي بن أبي طالب أو نصير الدين الطوسي فإنه سيحدث شرخ في الإسلام.
أهذه أيدي تستحق أن تغير أو تحكم بالإسلام؟ الذين يجعلون دينهم سب الصحابة رضوان الله عليهم، فالآن هم لا يسبون أبا بكر ولا عمر ولكن عندما يتمكنون سيسبونهما.
فلقد قالوا في عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إنه كان به داء لا يشفيه إلا ماء الرجال.
فهل يمكن أن يكون بيننا وبينهم تقارب؟ إن التغيير بمنهج منحرف لا يمكن أن يكون أبداً، ونحن لم نرفع العداء، فالمسلمون سكتوا وصرخوا بأن هذا إسلام وهذا دين، وذهب زعماء المسلمين إلى هناك، ولكن لا فائدة، وعندما قامت القائمة بين أهل السنة وبين حافظ الأسد الذي ذبح المسلمين، وهتك أعراضهم، وقتل أبناءهم، ودمر سوريا، وسحق المسلمين هناك، وقفت إيران في جانب سوريا وسوريا في جانب إيران.
وعندما قام أخ سني سوداني في طهران يهاجم النصيرية في سوريا، فإنهم سفروه حالاً، فهذا دليل على أن الطائفة المنحرفة قد وضعت أيديها في يد كل حاقد على الإسلام، وأن تاريخها أسود كالظلام الشديد.
فالنصيريون مآسيهم في التاريخ الإسلامي كثيرة، فلقد حاولوا قتل صلاح الدين الأيوبي عدة مرات.
وآخر مآسيهم عندما جاء الصليبيون الفرنسيون إلى سوريا، فقد وضعوا أيديهم في أيديهم، لأن حقدهم أشد من حقد اليهود، فناصروهم، وأمدوهم بالمال، وعندما احتاجوا إليهم أمدوهم بالسلاح وبالرجال.
وكذلك فإن ثمانية من كبار ضباط النصيرية الذين قتلوا في حرب إيران مع العراق حملتهم الطائرة من إيران إلى سوريا، ودفنوا في أماكن مختلفة يعيش فيها النصيرية.
فهذا دليل على التلاحم الذي بين النصيرية وبين الشيعة في طهران.
فليس في بلاد المسلمين حاكم يستحق أن يقال فيه: إنه يحكم بالإسلام.