يقول: أصادق نفس المرء بمشاكلتي له من قبل جسمه، وأصافيه بمناسبتي إياه من قبل أن يفاتحني بلفظه، وأعرف حال نفسه في فعله وتكلمه، وإشارته وتصرفه.
ثم قال: وهو يشير إلى إعراضه عن مقارضة تقصير سيف الدولة به: وأحلم عن خلي تمسكا بمحبته، وضنانة بما أحرزته من مودته، وأعلم أني إذا جازيته بالحلم على جهله، والصبر على ما قدمه من سوء فعله، أصاره ذلك إلى الندم والإنابة، والإنصاف والاستقامة.
ثم قال، وهو يشير إليه: وإن بذل الإنسان لي من نفسه جود عابس مستكره لجوده، مستثقل لما يسمح من بذله، جزيته بجود تارك عفيف عما وهبه، معرض زاهد فيما بذله، مستبشرا من ذلك بما افعله، متبسما غير مستثقل لما أؤثره.