عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، أمير المؤمنين، أبو حفص القرشي الأموي المدني ثم المصري، الخليفة الزاهد الراشد أشج بني أمية. كان واحد أمته في الفضل، ونجيب عشيرته في العدل، جمع زهدا وعفافا، وورعا وكفافا، شغله آجل العيش عن عاجله وألهاه إقامة العدل عن عاذله، كان للرعية أمنا وأمانا، وعلى من خالفه حجة وبرهانا، كان مفوها عليما، ومفهما حكيما. حدث عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، والسائب بن يزيد وسعيد بن المسيب وعروة، وأبي سلمة بن عبد الرحمن وغيرهم. وعنه جماعة منهم: أبو سلمة أحد شيوخه، ورجاء بن حيوة وابن المنكدر والزهري، وأيوب السختياني ويحيى بن سعيد الأنصاري. روى ضمام ابن إسماعيل عن أبي قبيل: أن عمر بن عبد العزيز بكى وهو غلام صغير، فأرسلت إليه أمه، وقالت: ما يبكيك؟ قال: ذكرت الموت، قال وكان يومئذ قد جمع القرآن، فبكت أمه حين بلغها ذلك. عن عمرو بن ميمون قال: كانت العلماء مع عمر بن عبد العزيز تلامذة. وعنه أيضا قال: أتينا عمر بن عبد العزيز، ونحن نرى أنه يحتاج إلينا، فما كنا معه إلا تلامذة. وكذلك جاء عن مجاهد وغيره.
قال حماد بن واقد: سمعت مالك بن دينار يقول: الناس يقولون عني