للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقبح من كل ابتداع سمعته ... وأنكاه للقلب المولع للرشد

مذاهب من رام الخلاف لبعضها ... يعض بأنياب الأساود والأسد

ويعزي إليه كل ما لا يقوله ... لتنقيصه عند التهامي والنجدي

وليس له ذنب سوى أنه غدا ... يتابع قول الله في الحل والعقد

لئن عده الجهال ذنبا فحبذا ... به حبذا يوم انفرادي في لحدي

على ما جعلتم أيها الناس ديننا ... لأربعة لا شك في فضلهم عندي

هم علماء الأرض شرقا ومغربا ... ولكن تقليدهم في غد لا يجدي

ولا زعموا حاشاهموا أن قولهم ... دليل فيستهدي به كل من يهدي

بل صرحوا أنا نقابل قولهم ... إذا خالف المنصوص بالقدح والرد

فأصبح التعصب لهذه المذاهب شنيعا، تقدم أقوال أصحاب المذاهب على كتاب الله وعلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قال منذر بن سعيد الأندلسي قال:

عذيري من قوم يقولون كلما ... طلبت دليلا هكذا قال مالك

فإن عدت قالوا قال سحنون مثله ... ومن لم يقل ما قاله فهو آفك

فإن زدت قالوا قال أشهب مثله ... وقد كان لا تخفى عليه المسالك

فإن قلت قال الله ضجوا وأكثروا ... وقالوا جميعا أنت قرن مماحك

فإن قلت قد قال الرسول فقولهم ... أتت مالكا في ترك ذاك المسالك

لم يزل العلماء يتوجعون من التقليد الأعمى الذي باعد الناس عن كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحال بين الناس وبين كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد ألف العلماء المؤلفات القيمة في التحذير من التقليد منها:

<<  <  ج: ص:  >  >>