للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جعفر الباقر: قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} ثم قال: «الخير اتباع القرآن وسنتي» (١) رواه ابن مردويه، والمقصود أن تكون فرقة من هذه الأمة متصدية لهذا الشأن وإن كان ذلك واجبا على كل فرد من الأمة بحسبه، كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» (٢) وفي رواية: «وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل» (٣)، فجماعتنا قامت للدعوة وللجهاد وكلاهما مقدم واجب لا يحتمل التأخير. ونحن نطمع في نصر الله سبحانه الذي وعد به من ينصر دينه ويدعو إليه في قوله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} (٤)

كذلك فإن جماعتنا قامت بجمع شمل أهل الحديث المستضعفين وقد قال الله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ


(١) ذكره السيوطي في الدر ونسبه لابن مردويه.
(٢) أحمد (٣/ ١٠،٢٠،٤٩،٥٠) ومسلم (١/ ٦٩/٤٩) وأبو داود (١/ ٦٧٧ - ٦٧٨/ ١١٤٠) والترمذي (٤/ ٤٠٧ - ٤٠٨/ ٢١٧٢) وقال: "هذا حديث حسن صحيح". والنسائي (٨/ ٤٨٥ - ٤٨٦/ ٥٠٢٣) وابن ماجه (١/ ٤٠٦/١٢٧٥) من حديث أبي سعيد الخدري وليس من حديث أبي هريرة.
(٣) مسلم (١/ ٦٩ - ٧٠/ ٥٠) من حديث عبد الله بن مسعود.
(٤) الحج الآية (٤٠) ..

<<  <  ج: ص:  >  >>