للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حبيب الخطمي. (١)

- وقال تمثيلاً لقاعدة الأمر المطلق ومطلق الأمر: إن من بعض أمثلة هذه القاعدة: الإيمان المطلق ومطلق الإيمان، فالإيمان المطلق لا يطلق إلا على الكامل الكمال المأمور به، ومطلق الإيمان يطلق على الناقص والكامل، ولهذا نفى النبي - صلى الله عليه وسلم - الإيمان المطلق عن الزاني وشارب الخمر والسارق، ولم ينف عنه مطلق الإيمان لئلا يدخل في قوله: {وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (٦٨)} (٢) ولا في قوله: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١)} (٣) ولا في قوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} (٤) إلى آخر الآيات ويدخل في قوله: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} (٥) وفي قوله: {وَإِنْ طائفتان مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} (٦) وفي قوله: «لا يقتل مؤمن بكافر» (٧) وأمثال ذلك. فلهذا كان قوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} (٨) نفياً للإيمان المطلق


(١) مختصر سنن أبي داود (٧/ ٥٣ - ٥٦).
(٢) آل عمران الآية (٦٧).
(٣) المؤمنون الآية (١).
(٤) الأنفال الآية (٢).
(٥) النساء الآية (٩١).
(٦) الحجرات الآية (٩).
(٧) أخرجه: أحمد (١/ ٧٩) والبخاري (١/ ٢٧١/١١١) والترمذي (٤/ ١٧/١٤١٢) وقال: "حديث حسن صحيح" والنسائي (٨/ ٣٩٢/٤٧٥٨) وابن ماجه (٢/ ٨٨٧/٢٦٥٨) من حديث علي رضي الله عنه.
(٨) الحجرات الآية (١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>