للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} (١) وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من أحيا أرضاً ميتة فهي له" (٢).

والله الواحد وكل ما له عدد من الحيوان والموتان فاسم الواحد قد يقع على كل واحد من جنس منه إذا عد قيل واحد واثنان وثلاثة إلى أن ينتهي العدد إلى ما انتهى إليه وإذا كان واحد من ذلك الجنس قيل: هذا واحد، وكذلك يقال هذا الواحد صفته كذا وكذا، لا تمانع العرب في إيقاع اسم الواحد على ما بينت، وربنا جل وعلا الوالي، وكل من له ولاية من أمر المسلمين فاسم الوالي واقع عليه عند جميع أهل الصلاة من العرب. وخالقنا عز وجل التواب قال الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا} (٣) وقد سمى الله جميع من تاب من الذنوب توّاباً فقال: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (٤)، ومعقول عند كل مؤمن أن هذا الاسم الذي هو اسم الله ليس هو على معنى ما سمى الله التائبين به؛ لأن الله إنما أخبر أنه يحب التوابين أي من الذنوب والخطايا، وجل ربنا وعز أن يكون اسم التواب له على المعنى الذي خبر أنه يحب التوابين من المؤمنين. ومعبودنا جل جلاله


(١) الأنبياء الآية (٣٠).
(٢) أحمد (٣/ ٣٠٤) والترمذي (٣/ ٦٦٣ - ٦٦٤/ ١٣٧٩) وقال: "حسن صحيح". والنسائي في الكبرى (٣/ ٤٠٤/٥٧٥٧). وصححه ابن حبان (١١/ ٦١٦/٥٢٠٥) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
وأخرجه من حديث سعيد بن زيد: أبو داود (٣/ ٤٥٤/٣٠٧٣) والترمذي (٣/ ٦٦٢ - ٦٦٣/ ١٣٧٨) وقال: "حسن غريب". والنسائي في الكبرى (٣/ ٤٠٥/٥٧٦١). ومن حديث عائشة: أحمد (٦/ ١٢٠) والبخاري (٥/ ٢٢/٢٣٣٥) بلفظ: "من أعمر أرضاً ليست لأحد فهو أحق".
(٣) النساء الآية (١٦).
(٤) البقرة الآية (٢٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>