للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد بن حنبل يقول: نظرت في المصحف فوجدت فيه طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثة وثلاثين موضعا ثم جعل يتلو: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (١). وجعل يكررها ويقول: وما الفتنة؟ الشرك لعله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيزيغ قلبه فيهلكه. وجعل يتلو هذه الآية: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} (٢). (٣)

- قال: وسمعت أبا عبد الله يقول: من رد حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو على شفا هلكة. (٤)

" التعليق:

قال ابن بطة: فالله الله إخواني، احذروا مجالسة من قد أصابته الفتنة فزاغ قلبه وعشيت بصيرته واستحكمت للباطل نصرته، فهو يخبط في عشواء ويعشو في ظلمة أن يصيبكم ما أصابهم، فافزعوا إلى مولاكم الكريم فيما أمركم به من دعوته وحضكم عليه من مسألته فقولوا: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ


(١) النور الآية (٦٣).
(٢) النساء الآية (٦٥).
(٣) الإبانة (١/ ١/٢٦٠/ ٩٧) وطبقات الحنابلة (١/ ٩٧ - ٩٨).
(٤) الإبانة (١/ ١/٢٦٠/ ٩٧) والفقيه والمتفقه (١/ ٢٨٩) وطبقات الحنابلة (٢/ ١٥) والسير (١١/ ٢٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>