ثم قال: حذاراً من سيف الدولة، وهو الفتى الذي إذا لم ترضه طاعتهم عنهم، فليس يمنعه حذرهم منهم، يريد: أن من خالفه لا يعصمهم إلا الخضوع لأمره، ولا يدفعه عنهم إلا التسليم لحكمه.
ثم يقول: تبيت وفود بني نمير تسري إلى سيف الدولة، بما يبذلونه من طاعتهم، وما يظهرونه من خضوعهم واستكانتهم، والعطاء الذي يسأله وفودهم أن يتغمد سيف الدولة زللهم، ويغفر ما تقدم لهم.
ثم قال: فخلفهم سيف الدولة بكفه السيوف عنهم، وعفوه الذي بذله لهم، وهامهم
الذي معهم كالعارية، يشير إلى أنه قد كان أشرف على قتلهم، واحتياز رؤوسهم، فأعرض عن ذلك إعراض المغتفر، وتركه ترك المقتدر، فصارت هامهم عنده بعارية بذلها، وعطية منه تفضل بها.