ثم قال: فصيرت معصيتهم ذلك الأمر بخلاف ذلك، فصار حدك في البدية، التي هي من منازلهم، يشير بذلك إليهم، وخلف قائمك الحيار، التي هي بمعزل عن مواضعهم، فأشار بالقائم والحد إلى العقوبة والعفو، على سبيل الاستعار.
ثم قال: وكان بنو كلاب حيث بنو كعب، من التجاور في الدار في الدار، والتشارك في الرأي، فخافوا أن يصيروا بمعصية الدولة إلى مثل صار إليه بنو كعب، وأن ينالهم ما نال به أولئك من شدة الوطأة، ومؤلم السطوة.
تَلَقّوا عِزَّ مَوْلاًهم بِذُلَّ ... وَسَارَ إلى بَني كَعْبٍ وساروا
ثم قال، يريد بني كلاب: تلقوا عز مولاهم؛ سيف الدولة، بالتذلل له، واستجاروا منه بالتعوذ به، وسار إلى بني كعب بسائرهم، فساروا معه مكثرين لجمعه، وبادروا ممتثلين لأمره.