فَلَوْ قَدَرَ السِّنانُ على لِسَانٍ ... لقالَ لك السِّنَانُ كما أقُولُ
قال: لو قدر السنان، لقال مثل هذا القول؛ أي: أنا قصير عنك، وميلي عنك لسعادتك وشرفك.
وأقول: الأحسن أن يكون القول من السنان، الثناء عليه بالإقدام والشجاعة كالقول الذي أقول من ذلك، فان السنان مباشر مشاهد له كما أنا مشاهد له.
وقوله: المتقارب
ولَوْ زُلْتُمُ ثُمَّ لَمْ أبْكِكُمْ ... بَكَيْتُ على حُبِّيَ الزَّائلِ
قال: صار الحب معشوقه، حتى لو ذهب الحب عنه لبكى عليه.
وأقول: كأن هذا مستحيل! وذلك إنه جعل الحب بمنزلة الحبيب، فالحبيب إذا زال بكي عليه للحب، فالحب سبب البكاء، فكيف يبكي على الحب الزائل وهو كالحبيب بلا حب؟! هذا مستحيل، لأن البكاء لا يكون على الحبيب الزائل إلا بحب مقيم!