قال: ترك صرف ثناء الأولى على ما يجب، وصرف الثانية ضرورة لأنه لو لم يصرفه لصار في البيت رحاف يسمى القض، وكان أبو الطيب يجتنبه.
أقول: يعني في مفاعيلن وأما وإما فعولن فإنه قد جاء فيها القبض في أول البيت، وفي أول النصف الثاني بترك صرف ثناء الأولى على ما ذكر.
وأقول: إنه لا ضرورة في ذلك؛ لأنه جاء كثيراً من أشعار العرب وغيرهم. إلا
أن يجعله ضرورة لما التزمه أو الطيب، وهو غير لازم، في شعره، أو أنه سمع من لفظه صرف الثاني وترك الأول. وإنما حسن القبض في فعولن دون مفاعيلن لأن سببه يعتمد على وتد قله ووتد بعده، ومفاعلن أحسن من مفاعيل؛ لأن القبض زحاف في السبب الأول، فيعتمد على وتد معه في الجزء، وليس كذلك مفاعيل؛ لأن الكف في السب الآخر، فيعتمد على الوتد الذي بعده في الجزء الذي يليه. وشيء آخر، وهو أن مفاعيلن تشابه العروض، فحسن ذلك لتواليهما على وتيرة واحدة.
وقوله: الطويل
وعندي قَباطيُ الُهمامِ وماَلهُ ... وعندهمُ مما ظفرتُ به الجحْد
قال: - وذكر المعنى عن ابن جني:
دعاء عليهم بأن لا يرزقوا شيئاً، أو يجحدوا ما رزقوه إن كانوا رزقوا شيئاً، ليكون سبباً لانقطاع الخير عنهم.