حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان حدثني منصور عن هلال بن يساف عن أبي يحيى عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما:(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى قوماً وأعقابهم تلوح فقال: ويل للأعقاب من النار، أسبغوا الوضوء)].
وهذا فيه الوعيد على من لم يسبغ أعضاء الوضوء.
وجاء في الرواية الأخرى:(أن الصحابة أرهقتهم الصلاة فتأخروا، فجعلوا يسرعون في الوضوء، فجاء إليهم النبي صلى الله عليه وسلم ورأى أعقابهم تلوح، فنادى بأعلى صوته: ويل للأعقاب من النار) وفي لفظ: (ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار، أسبغوا الوضوء).
وإسباغ الوضوء يعني: إكماله وإبلاغه، وإيصال الماء إلى الأعضاء من دون إسراف.
وهذا الحديث رواه الشيخان بسند آخر.
قال المنذري في هذا الحديث: وأخرجه مسلم والنسائي وابن ماجة، واتفق البخاري ومسلم على إخراجه عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عمرو بنحوه.
و (ويل) قيل: إنه وادٍ في جهنم، لكن هذا قول ضعيف، والصواب: أنه شدة العذاب والهلاك، وقيل: إنه وادٍ في جهنم بعيد قعره، خبيث طعمه، هذا جاء لكنه لا يثبت.
ولا شك أنه لا يجوز المسح على النعلين إلا إذا كان على وضوء، وثبت عن علي رضي الله عنه: أنه مسح على نعليه وقال: هذا وضوء من لم يحدث.
فإذا كان على وضوء ولم يحدث يجدد الوضوء ويمسح على النعلين.
وهذا الوعيد الذي مر مثل:(ما أسفل من الكعبين ففي النار)، يعني: أنه يعاقب في هذا الموضع، لكن المعلوم أن الإنسان يتألم، كما في الحديث الآخر:(كمثل الجسد الواحد إذا تألم عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
فإذا أصيب شيء من جسم الإنسان فإنه يتألم بقية الجسم.