وقد أقر الجميع بفضل تأليفه حتى قيل إنه لم يصف كاتب قبله تلك البلاد وصفاً مدققاً كوصفه.
وكذلك الرحالة الشهير أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المغربي الطنجي المعروف بابن بطوطة. ولد في طنجة سنة ١٣٠٢ للميلاد وتُوفي سنة ١٣٧٨ وكان محباً للوقوف على أخبار الأمم وأحوال البلدان، فساح في الأقطار المصرية والفارسية والسورية والعربية والصينية والتترية والهندستانية وبعض جزائر الهند وأواسط إفريقيا وإسبانيا، وقد كتب رحلته فأودعها أخباراً مهمة غريبة، ولكن لا تزال مفقودة. أما ما نشر منها فهو قسم اختصره العلامة محمد بن محمد بن أحمد بن جزيّ الكلبي المغربي في مجلد قد طبع وتناقلته الأيدي.
وقد اعتنى الإفرنج برحلته وبحثوا عن أصلها فلم يجدوا غير مختصره فترجموه إلى اللغتين الإنجليزية والفرنساوية، وقد كنت أيام صغري شغوفاً بمطالعة ذلك المختصر.
ومنهم الرحالة الأديب أبو الحسن نور الدين بن سعيد المغربي الغرناطي الأخباري العجيب، ولد في غرناطة سنة ٦١٠ هجرية، وأخذ عن أعلام إشبيلية كأبي علي الشلوبين وابن عصفور. طاف ببلاد المشرق والمغرب بإفريقيا