وصقلية سيسليا، ومكث في رحلته هذه ٣٨ سنة، ووضع لها كتاباً سماه المسالك والممالك اطلعت عليه فألفيته مستوفياً مفيداً، وقد ترجم إلى اللغة الفارسية، ومنها
إلى الإنجليزية.
وللافرنج في أنفسهم منه شيء حيث قال في كتابة ما معناه: وأما بلاد النصارى والحبشة فلا أتكلم عليها إلا يسيراً لما أن تولعي بالحكمة والعدل والدين وانتظام الأحكام يأبى أن أثني عليهم بشيء من ذلك.
ومنهم العلامة الشهير أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله المعروف بالشريف الإدريسي، ولد سنة ١٠٩٩ ميلادية، وتُوفي في صقلية سنة ١١٨٠ أخذ في قرطبة من علمائها، واشتهر في فنون الهيئة والجغرافيا والفلسفة والطب والنجوم وقرض الشعر.
طاف ببلاد مصر ومراكش وآسيا الصغرى والقسطنطينية والأندلس وفرنسا وإنجلترا ثم دعاه إليه ملك صقلية وقتئذ المسمى روجر الثاني فاصطنع له إجابة لطلبه كرة أرضية من فضة، وكتب عليها بأحرف عربية كل ما عرفه من البلدان، وشرح ما كتبه بها في كتاب سماه نزهة المشتاق في أخبار الآفاق ووصف فيه نباتات كل قطر، وقد ترجم إلى اللغة الفرنساوية وطبع باللغة العربية في رومه سنة ١٥٩٣ ميلادية.