قال ابن ناصر: "وهذا حديث غريب عالٍ من حديث أبي معاوية الضرير، عن الأعمش، وهو غريب من حديث علقمة عن أبي سعيد، تفرد به أبو عمرو الطبري، ولا يعرف إلا من روايته، ولم نسمعه إلا من رواية أبي بكر النقاش عنه". وتعقبه الحافظ ابن حجر بقوله: "هذا الكلام لا يليق بأهل النقد، وكيف يروج مثل هذا الباطل على ابن ناصر مع تحققه بأن النقاش وضاع دجال ـ نسأل الله العافية ـ، فوالله! ما حدث أبو معاوية ولا من فوقه بشيء من هذا قط، وليس الكسائي علي بن حمزة المقدسي النحوي، فقد جزم بأنه غيره الإمام أبو الخطاب ابن دحية، فقال: الكسائي المذكور لا يدرى من هو. وقال بعد أن أخرج الحديث: هذا موضوع". وكان ابن حجر قد قال قبل ذكره للحديث: "وورد في فضل رجب من الأحاديث الباطلة أحاديث لا بأس بالتنبيه عليها لئلا يُغترّ بها ... ". وقال ابن الجوزي عقب الحديث: "هذا حديث موضوع على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والكسائي لا يعرف، والنقاش مُتّهم". وأقره السيوطي في "اللآلئ" (٢/ ١١٤ ـ ١١٥)، وابن عراق في "تنزيه الشريعة" (٢/ ١٥١ ـ ١٥٢). وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات" (ص٢٠٨ رقم ٥٠٧): "رواه أبو بكر النقاش وهو مُتّهم ... ، وهذا الكسائي لا يعرف". وقد ذكر ابن الجوزي وابن حجر أحاديث أخرى في فضل صيام بعض أيام من رجب، وبينا عللها. (١) وهو داخل في حديث صلاة المعراج التي تقدم الكلام عنها. (٢) في (خ) و (م): "شهادة". (٣) في (خ): "بصحة". (٤) قوله: "أحاديث" ليس في (خ) و (م).