٣٠٨٤ - عن ابنِ عباسٍ، أنَّ رجلاً مِن بَني عبسٍ يُقالُ له: خالدُ بنُ سنانٍ قالَ لقومِه: إنِّي أُطفئُ نارَ الحدثانِ، فقالَ له رجلٌ مِن قومِه - يُقالُ له عمارةُ بنُ زيادٍ -: واللهِ يا خالدُ ما قلتَ لنا قطُّ إلا حَقاً، فمَا شأنُكَ ونارَ الحدثانِ تَزعمُ أنَّك تُطفئُها؟ فخرجَ خالدٌ ومعه ناسٌ مِن قومِه فيهم عمارةُ بنُ زيادٍ، فخطَّ لهم خالدٌ خَطاً فأجلَسَهم فيها، فإذا هي تخرجُ مِن شِقِّ جبلٍ في حرَّةٍ يقالُ لها حرةُ أشجعَ، فخرجَتْ كأنَّها خيلٌ شقرٌ يتبعُ بعضُها بعضاً، فاستقبَلَها خالدٌ بعصاهُ فجعلَ يضربُها ويقولُ: بَدّاً بَدّاً، كلُّ هُدى مُؤدَّى، زعمَ ابنُ راعيةِ المعزى أنِّي لا أَخرجُ مِنها وثِيابي تُبدَّى.
وقدْ كانَ خالدٌ قالَ لهم: إنْ أبطأتُ عليكُم فلا تَدعوني باسمِي، فأبطأَ عليهم، فقالَ لهم عمارةُ بنُ زيادٍ: إنَّ صاحبَكم واللهِ إنْ كانَ حيّاً لقدْ خرجَ إليكُم بعدُ فادْعوه باسمِه، قَالوا له: إنَّه قد نَهى أَن ندعوَه باسمِه، فدعوهُ باسمِه، فخرجَ إليهم فقالَ لهم: أَلم أَنهكم أنْ تَدعوني باسمِي، فقدْ واللهِ قتلتُموني، احمِلوني فادفِنوني، فإذا مرَّت عليكم الحُمُرُ فيها حمارٌ أبترُ فانبِشوني فإنَّكم ستَجدوني حيّاً، فمرَّت بهم الحُمُرُ فيها حمارٌ أبترُ فأَرادوا نبشَه، فقالَ لهم عمارةُ بنُ زيادٍ: لا تَنبشوهُ، لا واللهِ لا تُحدِّثُ مضرُ أنَّا ننبُشُ مَوتانا.
وقدْ كانَ خالدٌ قالَ لهم: إنَّ في علمِ امرأتِه لَوحينِ، فإذا أَشكلَ عليكُم شيءٌ فانظُروا فيهما فإنَّكم ستَجدوني بما تُريدونَ، ولا تمسُّها حائضٌ، فأَتوا امرأتَه فسأَلوها عنهما، فأَخرجتْهما إليهم وهي حائضٌ، فذهَب ما كانَ فيهما مِن علمٍ.
قالَ أبويونسَ: قالَ سماكٌ: سُئلَ عنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «نبيٌّ أضاعَهُ قومُهُ».
قالَ أبويونسَ: قالَ سماكٌ: إنَّ ابنَ خالدِ بنِ سنان أَتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute