إذا استحكمت الأزمات وتعقدت حبالها، وترادفت الضوائق وطال ليلها فالصبر وحده هو الذي يشع للمسلم النور العاصم من التخبط، والهداية الواقية من القنوط. والصبر فضيلة يحتاج إليها المسلم في دينه ودنياه. قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) [محمد: ٣١]. وقال سبحانه وتعالى: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [آل عمران: ١٨٦]. وقال سبحانه وتعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاة وَإِنَّهَا لَكَبِيرَة إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) [البقرة: ٤٥]. قال تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاة وَالْعَشِي يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) [الكهف: ٢٨]. وانظر " عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين " لابن القيم. وانظر الرسالة رقم (١٧٨) من " الفتح الرباني من فتاوى الشوكاني ". (٢) عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال: أتيت النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو يقرأ: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) قال: " يقول ابن آدم، مالي مالي. وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت ". أخرجه مسلم رقم (٢٩٥٨) والترمذي رقم (٣٣٥١) والنسائي (٦/ ٢٣٨) وهو حديث صحيح. وأخرج أحمد (٦/ ٧١) عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " الدنيا دار من لا دار له. ولها يجمع من لا عقل له ".