للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن دواعي الفرح أن كثيرا ممن حضروا الحفلة كانوا متفرجين على هذه الرواية حائرين

في تفسير العوامل التي أهابت بتمثيلها على هذا الشكل ولا يسعني إلا أقول إن حفلة اليوبيل أحجية من يفسرها للعراق؟

ابن زريق (؟ كذا)

يوبيل العلامة الكرملي

(عيد اللغة والأدب)

(عن جريدة وادي النيل في مصر ٢٥ أكتوبر ١٩٢٨)

يعد الكرملي عن جدارة إمام أئمة العربية في هذا العصر لا لتبحره في علوم اللغة فقط تبحرا منقطع النظير يذكرنا بعهد الإمام الشنقيطي بل لمواهب أخرى فذة. فالرجل راهب متقشف كريم النفس مفروض فيه أنه وهب نفسه للدين ولكن الواقع أنه مفتون فتنة كبرى بعلوم اللغة التي خدمها نصف قرن أجل خدمة وكون بطريقته ونهجه مثلا أعلى لأهل اللغة المحدثين. فهو لم يقصر على استيعاب القديم بل تضلع من لغات شتى غربية وشرقية تضلعا عجيبا. وتذوقها تذوق رجل فنان يستوحي أسرارها. ولهذا السبب تجد فتاويه اللغوية - سواء وافقتها أنت أم خالفتها - دليلاً ناصعاً على تعمقه الكبير في اللغة والأدب بل في لغات وآداب شتى. ومثالا جميلا للأسلوب العلمي النزيه في البحث. وإلى جانب هذا نجد الكرملي ذا شجاعة أدبية نادرة في الشرق العربي على الأخص حيث يؤدي الاستقلال الفكري إلى إيجاد الخصوم الأدعياء ولكن الكرملي لم يكن يبالي بشيء من ذلك في سبيل إعلان ما يعتقده. ويتسع صدره لكل ما يقال أو يكتب

<<  <  ج: ص:  >  >>