للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حقا أن الحفلة كانت موقرة ولكن من هو المحتفل به؟ ومن هي تلك اللجنة التي اقترحت هذا التكريم؟ وإذا استنكرنا هذه الحفلة فإنما نستنكر المبالغة والفضول واصطناع المجاملة، وإذا قرعنا أحد فلا نقرع غير الزهاوي المخدوع.

فالحفلة تاريخية والتاريخ سيحفظها كما حفظ غيرها، ولكنها لم تكن للعراق والعراق برئ من هذه الأخلاق الضعيفة والشعور الركيك وكنا نريد أن يقدم هؤلاء وعلى رأسهم فيلسوف العرب!! على تكريم العلم والأدب في غير الأب الكرملي وفي آباء عراقيين وأبناء وطنيين لهم أثر في خدمة العرب والعراق ولو كان الأب الكرملي متحليا بتلك الفضيلة لما أنكرنا تكريمه على أيدي هؤلاء وأيدي غيرهم فهل خلت هذه البلاد من أشخاص يستحقون التكريم؟

أما وقد تم للزهاوي ما دبرته الدسائس وما خبأته الحيل والمكايد فأنه لا يبالي بالتأنيب والتبكيت ولا يهتم بغضب الأدب الموتور. وماذا يضره من ذلك؟ ولماذا يهتم بسخط الفضيلة؟ وقد ألقى قصيدته وهي كل ما أعده منذ أمد بعيد - مسلما فيها على المستشرقين محبباً عطفهم على سلائل العرب؟ مشجعا صديقه الكرملي على المضي في سبيل الدعوة وطرق التبشير إلى غير ذلك مما يقتضيه الإيمان بالوطن والشعور بالواجب والقيام بما تفرضه كرامة العلم والعلماء، ويعجبك من الأستاذ أن يطري نفسه ويمدح شعره ويذكر جهاده وجهوده وحريته

<<  <  ج: ص:  >  >>