وكتابة مثل تلك الأعلام بالهاء - وإن تكن احسن - إلا أني لا أجد من المفيد أن يشاد بذكر صورة واحدة حتى يجوز لكم أن تنقدوا من يخالفكم في رسم الحرف الأخير فتمسككم بمثل هذه التوافه ينزع القلوب من التحزب لكم، بينما كنا نود أن يكونوا من المشايعين لآرائكم.
٧ - لا أوافقكم أيضاً على تغليط من يسمي خزانة الكتب:(مكتبة) مع أن قواعد العربية تسوغ لهم هذا الاستعمال. أتأذنون لي بأن أعيد إلى (المكتبة) شرف استعمالها؟ - لاشك في أن الواقف على تنقل الألفاظ يتمكن من أن ينشئ مقالة ليبين فيها الفرق بين اللفظين: خزانة ومكتبة، إذ لكلمة خزانة معان عدة، غير أني لا أنكر أن استعمال لفظة (المكتبة)
لخزانة الكتب هو دون الثانية فصاحة. لكني لا اندفع وراء من يعد ذلك غلطا.
٨ - أنكر يعقوب أفندي نعوم سركيس كلمة ساق وأبدلها بسبق في هذه العبارة (٥: ٣٤٠): (فلما وصل إلى باب النوبي ساق فخر الدين. . . والحال أننا نعلم أن الوزراء وكبار أصحاب المناصب العالية والأغنياء المقتدرين كانوا يتنقلون من موضع إلى موضع راكبين ظهرا وكان هذا الظهر في الغالب بغلا إذن فالقول (سبق) لا غبار عليه.
افالون (فرنسا): حبيب الزيات
جوابنا
١ - نتوقع من حضرة صديقنا البحاثة المحقق يعقوب أفندي سركيس وضع مقالة في هذا المعنى تحقيقا لأمنيتكم. أما الأدباء الكلدان والسريان من كاثوليك وغير كاثوليك فلا نجد فيهم من يقوم بهذا الأمر ولعل هناك رجلا نجهله.
٢ - تصحيحكم للمقام بالمقار في محله ونحن نشكركم عليه. ونقر بجهلنا وغلطنا.
٣ - الرفيعة تحتمل معنيين معنى مكروها ومعنى محمودا فإن رفعت أمرك إلى كبير وأنت تضمر له السوء فرفيعتك مضرة ومكروهة. أما إذا كان ما ترفعه حسنا فرفيعتك حسنة ومقبولة. وهذا ما يرى في لفظة نفسها فأنها تدل على هذين المعنيين وكذلك لفظة التقرير؛ إلا أن الرفيعة أقدم عهدا واستعمالا بخلاف التقرير ثم أن التقرير في معناه اللغوي لا يفيد معنى الرفيعة ولهذا نأباها