التميمي. ولنا مثال في تغيير الأسماء كما جرى في تسمية جامع القصر. وإما كون طراز بناء المدرسة المستنصرية والجامع المعروف بالأصفية واحدا فلا ينافي إمكان أن تكون الأصفية مسجد الحظائر. وسبب عدم المنافاة قرب زمن أم الناصر المتوفاة في سنة ٥٩٩هـ (١٢٠٢م) من زمن بناء المستنصرية إذ لا تزيد المدة التي بينهما على خمسين سنة فلم يكن ثمة اختلاف في الريازة فقي وقت لابد أن تطورها - على فرض وجوده - كان بطيئا جدا. ونظرا لما أثبته فالاحتمال عن الجامع المعروف بالأصفية اليوم هو مسجد الحظائر احتمال غير بعيد ولكن البت في الأمر هو غير الاحتمال. وإظهار الحقيقة الراهنة يحتاج إلى نصوص تؤيد هذا الرأي المشكوك فيه، ومن هذه الشكوك أن كتاب الحوادث يقول: دار سنقرجا المجاورة للمستنصرية ومسجد الحظائر المجاور لهذه الدار. ويقول أيضاً أن غازان دخل المستنصرية من الدار المجاورة فيكون موضع الدار المذكورة بين المستنصرية وبين مسجد الحظائر ولكن يجوز أن نرتئي
أن المؤلف لم يراع الترتيب بدقة وضبط كامل وخلاصة القول أن لم يكن جامع الأصفية مسجد الحظائر بنفسه فهو قريب منه جدا.
وهنا يحق للسائل أن يلزمنا بالجواب عما أوضح عنه كلشن خلفاء بقوله بأن باني المولاخانه هو محمد جلبي. قلت الظاهر أن هذا الباني جدد في المسجد شيئا ليتخذه تكية للدراويش فقيل إنه بنى المولاخانة كما أن هذا الجامع المعترف بقدمه قيل له الأصفية نسبة إلى آصف المجدد بناءه الذي أريد به - على ما يبين - داود باشا كما يستدل من البيت التالي للتميمي:
حتى أتى ذو العلى داود (آصفنا) ... من حل بالسبعة الأفلاك مفخرة
وأتمنى لو أن باحثا يجد أم يسد بعض الفراغ - والفراغ واسع جدا - عن تاريخ هذه المدرسة الشهيرة فيضم إلى لقاطه ما يرد هنا وما جاء في تلك الكتب والمجلات فينزف إلينا تاريخا ثمينا عن هذا المعهد الجليل بعد تمحيص ما يطالعه وتدقيق النظر فيه فإن ما في بعض ما كتب أغلاطا وهفوات وسهوا.