للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان في شمالي المدرسة أو جنوبيها أي فوقها أو تحتها. وسبب هذا الاحتمال إننا نجد مسافة قدرها نحو مائة متر تفصل بين المدرسة القائمة اليوم وبين شريعة المصبغة وهي باب الغربة في العصر العباسي الذي قلت أن ما ليس بحريم دار الخلافة. وكان بلصق المستنصرية - على ما اخبرنا به ابن العبري - بستان يتنزه فيه المستنصر ويقرب من شباك مفتح (أي مفتوح) في إيوان. المدرسة ينظر إلى البستان وعليه ستر فيجلس وراء الستر وينظر إلى المدرسة

ويشاهد أحوالها وأحوال الفقهاء ويشرف عليهم ويتفقد أحوالهم. ولكن لا ندري أيضاً بأي جهة من الجهات كان هذا البستان. ويسوقنا إلى الظن أن دار سنقرجا كانت في شمالي المدرسة ما جاء في كتاب المساجد (ص ٨٩) عن الصفدي عن ابن الساعي أن الدار المجاورة لهذه المدرسة (في الحد الأعلى) لم ير مثلها أحد. ولا لأدراك وصفها أمد.

والظاهر إنها هي الدار التي قال عنها كتاب الحوادث في أخبار سنة ٦٩٦هـ (١٢٩٦م) كما سيجيء أن السلطان غازان دخل المدرسة المستنصرية من الدار المجاورة لها ثم عاد إلى الدار المذكورة وبات بها، فالراجح أن هذه الدار هي التي ذكرها ابن الساعي لما بين أناقتها التي عرفنا عنها بقوله (لم ير مثلها أحد ولا لأدراك وصفها أمد) وبين منزلة غازان ورفعته من الموافقة والوئام. وإذا صح ترجيحي هذا أضحى من الأكيد أو شبهه أن الدار المحكي عنها هي نسنقرجا فتكون الأصفية مسجد الحظائر المجاور لهذه الدار كما رأيناه. ولعل هذا المسجد هو جامع المستنصرية الذي ذكره كتاب الحوادث كما سيرد في سنة ٦٧٢ إذ قال في معرض كلام: (باب الجامع (كذا) المستنصرية). وليس بغريب أن نرى هذا الجامع بعد أن كان يسمى مسجد الحظائر أن يسمى أيضاً جامع المستنصرية بعد بنائها كما أن جامع الأصفية كان يعرف وقتا بالمولاحانة. وقد عرف صالح التميمي قدمه كما يفهم من أبياته ذلك القدم الذي حكى عنه ريموند المعاصر

<<  <  ج: ص:  >  >>