للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تختلف مذاهبهم ومعتقداتهم عن أصحاب تلك النحل في سائر الديار وهذا الاختلاف يعود إلى طبيعة البلاد فأنها جبلية وقد تناوب عليها أصحاب الأديان القديمة والعناصر المتباينة. وقد أبقى كل عنصر وكل معتقد وكل مذهب شيئا من بقاياه، فإن قلت أن الأمة الفلانية أو الفرقة الفلانية أو النحلة الفلانية هي كردية أو فارسية أو سريانية أو عربية أخطأت كل الخطأ. وكذا القول في

المذاهب فإنها كلها غريبة. وفي كل من أولئك الأقوام وكل مذهب من تلك المذاهب وفي لسان كل من تلك الأجيال بقايا قد اختلط بعضها ببعض حتى إنه ليستحيل على كل عاقل الوصول إلى قرار الحقيقة والذي يحاول البلوغ إليه يطلب المحال.

ففي عنصر الكاكائية ترى سحنات مختلفة تترد بين سحنة الكردي والتركي والفارسي والعربي والآرامي والأرمني. وكذلك قل عن لغتهم ففيها ألفاظ من جميع هذه اللغات المتضاربة الأصول البعيدة المنازع في لغات أخرى، وإما المذهب أو الدين أو النحلة أو ما تريد أن تسميه من الأسماء فإنه مجتمع معتقدات قديمة وحديثة لا صلة تصل بعضها ببعض ولا جامعة تجمع بعضها إلى بعض فترى فيها شيئا من المزدكية وبعض النصرانية وفيها من اليهودية وجزءا من الإسلامية. وإن كانوا يقولون لا نقر بشيء منها. وعندهم طائفة من آراء الفرق السرية كما عندهم رموز يتعارفون بها وألفاظ لا يبوحون بها إلى غير إخوانهم وحينما عرفوا أن بين الأتراك الجدد أخوانا ماصونا (أو فرماصونا) حاولوا الانخراط في سلكهم، لكن لم يتيسر لهم ذلك لأن الحرب حالت دون تحقيق أمنيتهم.

ثم أن لفظة كاكائي ليست أسم قبيلة أو أمة أو قوم أو بلد، إنما هي لفظة كردية فارسية الأصل معناها: الأخ. فقالوا في واحدها العائد إلى هذه الجمعية السرية كاكايا على الطريقة الارمية ومنهم من يلفظها كاكايي مفردا وجمعا. فانظر كيف جمعوا في لفظة واحدة الفارسية والآرامية وهم يريدون بذلك (الأخ في المذهب) أو كما يقول الفرنسيون فيكون معنى كاكائية أو

١٠ - أنباؤنا

هذه الأنباء أو المعلومات - كما يقول بعضهم - أخذناها في أول الأمر

<<  <  ج: ص:  >  >>