قبيل اليوم المضروب للسفر جاء بيروس لزيارة شمشو مودعا إياه وقال له في مطاوي الكلام: لي ابن دعي قد تبنيته. ولم يكن له أب ولا أم ولم يعرف له والدا ولا والدة و (لم يكن له ذكر إلا في البئر. وقد دخل العالم في الطرق) وقد اختطفته من أفواه الكلاب وأنقذته من مناقير الغربان وعلمته في اخمصيه بخاتم الشاهد وعهدت به إلى مرضعة وتعهدت لها مدة ثلاثة أعوام بالدقيق والزيت والثياب وبعد انتهاء عهد الرضاع تبنيته وربيته ليكون لي ابنا فسجلته كذلك.
وقد بلغ اليوم سن المراهقة وارغب في أن تأخذه معك في السفر ليتدرب على أعمال التجارة ويحسن خدمتك ولا أظنك إلا فاعلا.
فلبى شمشو طلبه وأعرب عن سروره لتمكنه من القيام بمثل هذه الخدمة ووعده بأنه يدرب ابنه على أعمال التجارة احسن تدريب.
وكأن بيروس لم يثق من نجاح مساعيه في إهلاك شمشو بالحشيش السام الذي حمل نتو على دسه في الزاد فزاد في الطين بلة بأن أوصى ابنه إذا مات شمشو في الطريق بان
يستولي على أمواله. وإذا سلم من المخاطر وترك تخوم بلاد أثور حيا أن يغتاله ليلا في الطريق بدعوى أن شذاذا هجموا عليه وقتلوه شر قتلة.
في مساء ذلك اليوم علم شمشو أن سفر القافلة تأخر إلى بضعة أيام للقيام بشعائر الدين والاحتفال بعيد رأس السنة (اكيتو) الذي يبتدئ في اليوم الاول من شهر نيسانو ويمتد عشرة أيام. وهو من الأعياد الكبرى عند القوم لا بل يفوق جميعها عظمة وبهاء مثل عيد الحصاد المحتفل به في الشهر السابع من السنة وغيرهما.
وكان البابليون في تلك السنة قد أعدو العدد ليكون الاحتفال بهذا العيد شائقا تتجلى فيه مظاهر الفرح والسرور بأتم مظاهرها وأسنى غررها لأنهم تنفسوا الصعداء بملكهم الجديد شمشو موجين بن اسرحدون ملك أثور والذي أمه