الحمد لله قابل التوب شديد العقاب .. مذلل الأمور الصعاب. والصلاة والسلام على منة الرقاب. محمد النبي المرسل بالكتاب. وآله وصحبه أسود الغاب. ومن ائتم بهم إلى سبيل الصواب. وبعد:
أخي المسلم .. انفض معي هذا البساط البالي .. وتعال معي إلى ذاك الماء الجاري .. نغسل عنه درن السنين وغبار الأيام .. لعله يعود .. نظيفًا .. ناعمًا .. جميلاً ..
مر بعض الصالحين بدار صَخِبَ أهلها وضجوا باللَّهو والشرب فهم منهمكون في ذلك .. فوقف الرجل الصالح بباب الدار، فدق الباب، فخرجت إليه جارية ..
فقال لها الرجل الصالح: صاحب هذه الدار حر أو عبد؟ !
فقالت: بل حر!
فقال: صدقت، لو كان عبدًا لاستعمل أدب العبودية وترك اللهو والطرب.
فسمع صاحب الدار كلام الرجل الصالح .. فسارع إلى الباب حافيًا، حاسرًا .. وقد مضى الرجل.
فقال للجارية: ويحك من كلمك على الباب؟ فأخبرته بما جرى .. فقال: أي ناحية أخذ الرجل؟
فقالت: كذا .. فتبع صاحب الدار أثر الرجل الصالح حتى لحقه ..
فقال صاحب الدار: يا سيدي أنت الذي وقفت بالباب وخاطبت الجارية؟