للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في نفس الاتجاه وتبرر حركة الاستعمار والتوسع إلى أن أفرزت حركات عنصريه متطرفة من أمثال: النازية والفاشستية، وأشعلت حربين عالميتين في فترة لا تتجاوز نصف القرن" (١).

ولم يكن (جون فايسك) هو أول من عبر عن طموح الولايات المتحدة مجسداً في رسالتها الخالدة التوسعية، وإنما عبر عنها آخرون من رجال الدولة والزعماء السياسيين، مما يؤكد أنها جزء من ثقافة اجتماعية سائدة، وإن صيغت الرؤية في عبارات متباينة. ذلك أن فكرة: "الأمريكيون هم شعب الله المختار"، عبر عنها صراحة (توماس جفرسون) في خطابه الرئاسي الأول عام ١٨٠١م. وسبقه أيضاً (جورج واشنطون) أول رئيس للولايات المتحدة، إذ قال في خطاب رئاسته: "أنه موكل بمهمة عهدها الله إلى الشعب الأمريكي"، وذلك في عام ١٧٨٩م، ومن بعده قال (جون آدمز) الرئيس الأمريكي الثاني: "إن استيطان أمريكيا الشمالية تحقيق لمشيئة إلهية". وقال (تيودور روزفلت): "أمركة العالم هي مصير وقدر أمتنا" (٢). وقد لاحظ المؤرخ الأمريكي (فريدريك جاكسون تورنر) أن: "أمريكا كانت، منذ أيام إبحار كولمبوس إلى عمق مياه العالم الجديد، اسماً آخر للفرصة، وما لبث شعب الولايات المتحدة ان استمد مزاجه من التوسع المتواصل، الذي لم يكن مفتوحاً وحسب، بل بقى مفروضاً عليهم عنوة .. وستظل الطاقة الأمريكية دائمة التطلب لميدان أوسع تتجلى ممارستها في إطاره" (٣).

فالشعب الأمريكي كما وصفته وكالة الإعلام الأمريكية، "دائم النزوح والتنقل من جزء من البلاد إلى آخر، ومن مدينة إلى أخرى، ومن المزرعة إلى المدينة، ومن المدينة إلى الضواحي" (٤). فكما يقول الكاتب الأمريكي (والف وايتمان)::إننا لم نعش أهوال الماضي، ونعبر المحيط ونأتي هنا لنتوقف". فالزحف نحو الغرب وعدم الالتزام بأي حدود هي السمة المميزة للشخصية الأمريكية، فقد اندفع المهاجرون غربا على


(١) صناعة الإرهاب ـ د. عبد الغني عماد - ص١٣
(٢) العقل الأمريكي يفكر - من الحرية الفردية إلى مسخ الكائنات - شوقي جلال ص٢٢٧
(٣) الدولة المارقة - الدفع الأحادي في السياسة الخارجية الأمريكية - كلايد برستوفتز - تعريب فاضل جتكر - ص٥٢
(٤) هذه هي أمريكا - وكالة الإعلام الأمريكية ـ ص١١ - الولايات المتحدة الأمريكية

<<  <  ج: ص:  >  >>