للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخاطئة، وثانيا بسبب النبرة الشيطانية المخيفة التي يتم بها عرض هذه الأحكام عن الإسلام" (١).

وفي احدى الندوات المخصصة لدراسة سبل تعزيز التعاون بين الأديان، تركّزت معظم المناقشات، علي ما لدي المسيحيين من أفكار خاطئة عن الإسلام. ومن الصور النمطية الكثيرة التي جري تناولها، برزت خمسٌ اعتُبرت العائق الأكبر أمام الانسجام والتعاون بين الديانات والثقافات. فهي تربط الإسلام بالإرهاب والتعصّب واستعباد المرأة وانعدام التسامح تجاه غير المسلمين والعداء للديموقراطية وعبادة إله غريب وانتقامي (٢). وهذه الصور كما يقول "بول فندلي" ليست بعيده عن ان الصور المزيفه عن الإسلام، التى حملتها من مرحلة الطفولة، فقد استمرت طويلاً في تجربتى إلى حد يجعلنى لا افاجئ بوجود أمريكيين آخرين يحمملون افكاراً خاطئه مماثله. وثمة ما يثير الاحساس بحراجة الحال، لدى التأمل بهذا الكم الهائل من الصور النمطية المضللة عن الإسلام، الذى تدفق، عاماً بعد آخر، من صفوف مدارس الاحد في انحاء أمريكا، من دون ان يواجه الطعن. اذ ان الملايين من الشباب القابلين للتأثر ربما تقبلوا هذه التضليلات كحقيقة، ونقلوها، على مر السنين، كما هى، بلا تصحيح، إلى ملايين آخرين من الناس (٣).

ويوضح بول فندلي كيف تمكن من تغيير نظرته للاسلام بعد ان عايش المسلمين وعرفهم عن قرب حيث يقول: كانت عدن أول محطة لي في استكشاف العالم الإسلامي. في ذلك البلد النائي تعرّفت، للمرة الأولي، إلي ديانة يؤمن بها أكثر من بليون نسمة يشغلون أنحاء العالم كافة. إنهم جماعة دينية لا يفوقها عدداً سوي المسيحيين الذين يبلغ تعدادهم ما يزيد علي بليوني نسمة. وفي المحطات التالية التي توقفتُ فيها، فتحت عينيّ علي ثقافة مستندة إلي الشرف والكرامة وقيمة كل إنسان، علاوة علي التسامح وطلب العلم؛ وهي معايير، عرفت، في ما بعد، أنها متأصّلة عميقاً في الدين الإسلامي. إنها أهداف كانت ستلقي استحسان أجدادي المسيحيين. ولكن مع هذه المعتقدات الأساسية والمشتركة، يواجه المسلمون


(١) - الإسلام في عيون الإعلام الغربي- سهام بادي - " مجلة رؤى، باريس: العدد ١٣ خريف ٢٠٠١، ص: ٤٩.
(٢) لا سكوت بعد -- اليوم - بول فيندلى ص ٣٠
(٣) لا سكوت بعد -- اليوم - بول فيندلى ص٣٧

<<  <  ج: ص:  >  >>