{فَتَوَلَّى عَنْهُمْ} أعرض صالح عنهم {وَقَالَ} لقومه - بعد نزول العذاب بهم وموتهم - {يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي} التي كلفني بإبلاغها لكم، وأرسلني بها لهدايتكم {وَنَصَحْتُ لَكُمْ} باتباعي والإيمان ب الله تعالى وطاعته؛ خشية أن ينزل بكم ما نزل، ويحل بكم ما حل {وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ} فعصيتموني وكفرتم بربكم؛ فحل بكم عذابه الموعود الذي استعجلتموه، ويومه المشهود الذي عاينتموه وخطاب صالح عليه السلام لقومه بعد موتهم: تسجيل لأداء ما كلفه الله تعالى بأدائه، وتسجيل لتكذيبهم وكفرهم؛ ولا شك أنهم سامعون لقوله؛ بدليل مخاطبة الرسول لقتلى المشركين يوم بدر:{قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً} وقال لمن حوله: {قَالُواْ نَعَمْ}