للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قرأ قتادة: {ولا تُشَطِّطْ}، وقرأ زر بن حبيش {ولا تُشاطِطْ} (١)، ومَعْنَى الكُلِّ واحد: أَي لا تُبْعِدْ عن الحَقِّ.

وجاءت القراءة مترددة بين (فَعَّلَ) و (فَاعَلَ) وبينهما فارق في المعنى، نحو:

(عَاقَدَت) (٢): قراءة في قوله تعالى: {والذين عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} (٣).

[التاج: عقد]

حيث قرئ {عَاقَدَت أَيمانُكُم} بالنظر إلى وقوع الفعل من طرفين، وقرئ أيضا: "عَقَّدَتْ" بالتشديد، معناه التَّوكِيدُ والتَّغلِيظُ.

قال القرطبي: "روى علي بن كبشة عن حمزة "عَقَّدَتْ" بتشديد القاف على التكثير. والمشهور عن حمزة "عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ" مخففة القاف، وهي قراءة عاصم والكسائي، وهي قراءة بعيدة؛ لأن المعاقدة لا تكون إلا من اثنين فصاعدا، فبابها (فاعل). قال أبو جعفر النحاس (٤): وقراءة حمزة تجوز على غموض في العربية، يكون التقدير فيها والذين عَقَّدَتْهُمْ أَيْمَانُكُمُ الحَلِفَ، وتعدى إلى مفعولين، وتقديره: عقدت لهم أيمانكم الحلف، ثم حذفت اللام مثل قوله تعالى: {وإذا كالوهم} (٥) أي كالوا لهم. وحذف المفعول الثاني، كما يقال: كلتك أي كلت لك برا. وحذف المفعول الأول؛ لأنه متصل في الصلة " (٦).

رابعا: التبادل بين:) أفعل) و (فَعَّلَ):

(سَيُصَلَّوْنَ، سَيُصْلَوْنَ) (٧): قراءتان في قوله تعالى: {وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} (٨). [التاج: صلي]

يتعدى الثلاثي إلى مفعوله الأول، أو الثاني، أو الثالث، بدخول الهمزة على أوله: (أَفْعَلَ)، أو تضعيف عينه (فَعَّلَ). وإذا تعاقب (أَفْعَلَ) و (فَعَّلَ) على الموضع الواحد يكون معناهما واحد إذا كانا بغرض التعدية، وقد استدل الزبيدي على هذا


(١) المصادر السابقة.
(٢) ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر، انظر: الحجة لابن خالويه: ٢٠٧، ومعجم القراءات لمختار: ١/ ٥٠٥.
(٣) النساء: ٣٣.
(٤) انظر: إعراب القرآن: ١/ ٤١٢.
(٥) المطففين: ١.
(٦) الجامع لأحكام القرآن: ٥/ ١٦٧.
(٧) انظر: جامع البيان للطبري: ٧/ ٢٩، والكشاف: ١/ ٤٧٩، ومعالم التنزيل للبغوي: ٢/ ٧١، وجامع الأحكام للقرطبي: ٥/ ٥٢، وروح المعاني للألوسي: ١/ ٢٨٤.
(٨) النساء:١٠.

<<  <   >  >>