للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفضل النبيين، وسيد المرسلين، وخاتمهم وخيرهم، وصاحب اللواء المحمود، والحوض المورود، والشفاعة العظمى، والوسيلة والفضيلة، والمعجزات الباهرات، وبأن الله تعالى نسخ بدينه كل دين، وأنزل عليه سبعاً من المثاني والقرآن العظيم، وجعل أمته خير أمة أخرجت للناس. إلى آخر ما هنالك من فضائله - صلى الله عليه وآله وسلم - ومناقبه التي تبين قدره العظيم، وجاهه المنيف - صلى الله عليه وآله وسلم - تسليماً كثيراً.

أقول: إننا-والحمد لله-من أول الناس اعترافاً بذلك كله، ولعل منزلته - صلى الله عليه وآله وسلم - عندنا محفوظة أكثر بكثير مما هي محفوظة لدى الآخرين، الذين يدعون محبته، ويتظاهرون بمعرفة قدره، لأن العبرة في ذلك كله إنما هي في الاتباع له - صلى الله عليه وآله وسلم -، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، كما قال سبحانه وتعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله، ويغفر لكم ذنوبكم}، ونحن بفضل الله من أحرص الناس على طاعة الله عز وجل، واتباع نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - وهما أصدق الأدلة على المودة والمحبة الخالصة بخلاف الغلو في التعظيم، والإفراط في الوصف اللذين نهى الله تعالى عنهما، فقال سبحانه: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم، ولا تقولوا على الله إلا الحق} كما نهى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عنهما فقال: " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله ".

ومن الجدير بالذكر أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - جعل من الغلو في الدين أن يختار الحاج إذا أراد رمي الجمرات بمنى الحصوات الكبيرة وأمر أن تكون مثل حصى الخذف، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - غداة العقبة: "هات ألْقِطْ لي ".قال: فلقطت له نحو حصى الخذف، فلما وضعتهن في يده قال: "مثل هؤلاء-ثلاث مرات-وإياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين " ذلك لأنه - صلى الله عليه وآله وسلم - يعد مسألة رمي الجمار مسألة رمزية الغرض منها

<<  <  ج: ص:  >  >>