(٢) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِى مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِى، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِى فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ الصَّالِحِينَ». (رواه البخاري).قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: قَوْله (فَلْيَنْفُضْ فِرَاشه بِدَاخِلَةِ إِزَاره): الْمُرَاد بِالدَّاخِلَةِ طَرَف الْإِزَار الَّذِي يَلِي الْجَسَد، قَالَ مَالِك: «دَاخِلَة الْإِزَار مَا يَلِي دَاخِل الْجَسَد مِنْهُ». . . وَقَالَ عِيَاض: «دَاخِلَة الْإِزَار فِي هَذَا الْحَدِيث طَرَفه». . . قَوْله (فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ) أَيْ حَدَثَ بَعْده فِيهِ. . . قَالَ الطِّيبِيُّ: مَعْنَاهُ لَا يَدْرِي مَا وَقَعَ فِي فِرَاشه بَعْدَمَا خَرَجَ مِنْهُ مِنْ تُرَاب أَوْ قَذَاة أَوْ هَوَامّ». اهـ.وعَنْ أَبِى الأَزْهَرِ الأَنْمَارِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: «بِسْمِ الله وَضَعْتُ جَنْبِى اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى ذَنْبِى وَأَخْسِئْ شَيْطَانِى وَفُكَّ رِهَانِى وَاجْعَلْنِى فِى النَّدِىِّ الأَعْلَى». (رواه أبو داود وصححه الألباني).قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ: «(وَأَخْسِئْ): أَيْ أَبْعِدْ وَاطْرُدْ (شَيْطَانِي): قَالَ الطِّيبِيُّ: إِضَافَة إِلَى نَفْسه لِأَنَّهُ أَرَادَ قَرِينه مِنْ الْجِنّ أَوْ مَنْ قَصَدَ إِغْوَاءَهُ مِنْ شَيَاطِين الْإِنْس وَالْجِنّ (وَفُكَّ رِهَانِي): أَيْ خَلِّصْ رَقَبَتِي عَنْ كُلّ حَقٍّ عَلَيَّ وَالرِّهَان الرَّهْن، وَهُوَ مَا يُوضَع وَثِيقَة لِلدَّيْنِ، وَالْمُرَاد هَا هُنَا نَفْس الْإِنْسَان لِأَنَّهَا مَرْهُونَة بِعَمَلِهَا لِقَوْلِهِ تعالى: {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} (الطور: ٢١)، وَفَكُّ الرَّهْن تَخْلِيصه مِنْ يَد الْمُرْتَهِن (فِي النَّدِيّ الْأَعْلَى) النَّدِيّ هُوَ النَّادِي وَهُوَ الْمَجْلِس الْمُجْتَمِع، وَالْمَعْنَى اِجْعَلْنِي مِنْ الْمُجْتَمِعِينَ فِي الْمَلَأ الْأَعْلَى مِنْ الْمَلَائِكَة».
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute