للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من شر خلقك كلهم جميعا، أن يفرط عليَّ أحد منهم أو يبغي، عَزّ جارك، وجَل ثناؤك، ولا إله غيرك» (١).

١٢٥ - إذا أويت إلى فراشك قل: «باسمك الله وضعت جنبي، وطهر قلبي، وطيب كسبي، واغفر ذنبي» (٢).

١٢٦ - إذا بنى الرجل المسلم سبعة أو تسعة أذرع، ناداه مناد من السماء: «أين تذهب يا أفسق الفاسقين؟!».


(١) عن محمد بن المنكدر قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فشكا إليه أهاويل يراها في المنام فقال: «إذَا أوَيْتَ إلَى فِرَاشِكَ فَقُلْ: «أعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ غَضَبِه وَعِقَابِهِ، وَمِنْ شَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُون». (أخرجه ابن السني وحسنه الألباني).
(٢) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِى مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِى، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِى فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ الصَّالِحِينَ». (رواه البخاري).
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: قَوْله (فَلْيَنْفُضْ فِرَاشه بِدَاخِلَةِ إِزَاره): الْمُرَاد بِالدَّاخِلَةِ طَرَف الْإِزَار الَّذِي يَلِي الْجَسَد، قَالَ مَالِك: «دَاخِلَة الْإِزَار مَا يَلِي دَاخِل الْجَسَد مِنْهُ». . . وَقَالَ عِيَاض: «دَاخِلَة الْإِزَار فِي هَذَا الْحَدِيث طَرَفه». . . قَوْله (فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ) أَيْ حَدَثَ بَعْده فِيهِ. . . قَالَ الطِّيبِيُّ: مَعْنَاهُ لَا يَدْرِي مَا وَقَعَ فِي فِرَاشه بَعْدَمَا خَرَجَ مِنْهُ مِنْ تُرَاب أَوْ قَذَاة أَوْ هَوَامّ». اهـ.

وعَنْ أَبِى الأَزْهَرِ الأَنْمَارِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: «بِسْمِ الله وَضَعْتُ جَنْبِى اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى ذَنْبِى وَأَخْسِئْ شَيْطَانِى وَفُكَّ رِهَانِى وَاجْعَلْنِى فِى النَّدِىِّ الأَعْلَى». (رواه أبو داود وصححه الألباني).
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ: «(وَأَخْسِئْ): أَيْ أَبْعِدْ وَاطْرُدْ (شَيْطَانِي): قَالَ الطِّيبِيُّ: إِضَافَة إِلَى نَفْسه لِأَنَّهُ أَرَادَ قَرِينه مِنْ الْجِنّ أَوْ مَنْ قَصَدَ إِغْوَاءَهُ مِنْ شَيَاطِين الْإِنْس وَالْجِنّ (وَفُكَّ رِهَانِي): أَيْ خَلِّصْ رَقَبَتِي عَنْ كُلّ حَقٍّ عَلَيَّ وَالرِّهَان الرَّهْن، وَهُوَ مَا يُوضَع وَثِيقَة لِلدَّيْنِ، وَالْمُرَاد هَا هُنَا نَفْس الْإِنْسَان لِأَنَّهَا مَرْهُونَة بِعَمَلِهَا لِقَوْلِهِ تعالى: {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} (الطور: ٢١)، وَفَكُّ الرَّهْن تَخْلِيصه مِنْ يَد الْمُرْتَهِن (فِي النَّدِيّ الْأَعْلَى) النَّدِيّ هُوَ النَّادِي وَهُوَ الْمَجْلِس الْمُجْتَمِع، وَالْمَعْنَى اِجْعَلْنِي مِنْ الْمُجْتَمِعِينَ فِي الْمَلَأ الْأَعْلَى مِنْ الْمَلَائِكَة».

<<  <  ج: ص:  >  >>