للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لعله كلب أو خنزير أو بقرة أو حمار، وما يدريك من أين يخرج، أمن أذنك أم من عينك أم من كذا أو من كذا كذا (١) أم يشق بطنك فيقتلك، فخافت حواء من ذلك، ثم قال لها: أطيعيني وسمي ولدك عبد الحارث تلدي شبيهكما (٢)، وكان اسمه في الملائكة الحارث، فذكرت ذلك لآدم فقال: لعله صاحبنا الذي قد علمت، فعاودهما (٣) فلم يزل بهما حتى غرهما فسمياه عبد الحارث (٤).

ابن عباس رضي الله عنهما: كانت حواء تلد لآدم فيسميه عبد الله وعبيد الله وعبد الرحمن، فيصيبهم الموت، فأتاهما إبليس وقال: أيسركما (٥) أن يعيش لكما ولد، فسمياه عبد الحارث، فولدت ابناً فسمياه عبد الحارث (٦) وقال آدم: لعله لا يضر التسمية ويبقى لنا وَلَدٌ نأنس به في حياتنا ويخلفنا بعد مماتنا (٧).

وقيل: سمياه عبد الحارث كما قال حاتم (٨):


(١) في (أ): (أمن أذنك أمن عينك أمن كذا أو من كذا كذا أم يشق)، وفي (ب): (أمن أذنك أم عينك أم من كذا أو من كذا أم يشق ... )
(٢) في (أ): (شبيهكما مثلكما) ولم ترد في (ب).
(٣) في (ب): (فعاودهما إبليس).
(٤) نقل الطبري ١٠/ ٦٢١ - ٦٢٨ ذلك عن ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة والسدي وعكرمة ومجاهد، وقد نقل عن غيرهم، وورد فيه حديث مرفوع، ضعفه جماعة من أهل العلم، منهم ابن كثير= =٦/ ٤٨١، ثم قال ابن كثير: وقد تلقى هذا الأثر عن ابن عباس جماعة من أصحابه، كمجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة، ومن الطبقة الثانية قتادة والسدي وغير واحد من السلف، وجماعة من الخلف، ومن المفسرين من المتأخرين جماعات لا يحصون كثرة؛ وكأنه والله أعلم أصله مأخوذ من أهل الكتاب.
(٥) في (ب): (أن يسركما أن يعيش).
(٦) قوله: (فولدت ابناً فسمياه عبدالحارث) لم يرد في (أ).
(٧) أخرجه الطبري ١٠/ ٦٢٤.
(٨) البيت في «ديوان حاتم الطائي» (ص ٤٤) وعنده: (إلا تلك).
ونقله جماعة من المفسرين، منهم: الواحدي في «البسيط» (٩٦٤ - رسالة جامعية) وابن الجوزي ٣/ ٣٠٣.

<<  <   >  >>