للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النزول: " كان المسلمون يقولون: لو نعلمُ أحبَّ الأعمال إلى الله لبذلنا فيه أموالَنا وأنفسَنا، فدلّهم الله على أحبِّ الأعمال إليه، فقال: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ}، الآية، فابتُلوا يومَ أُحدٍ بذلك، فولَّوا مدبرين، فأنزل الله: {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} " (١).

ابن عباسٍ - رضي الله عنهما -: " نزلت في قومٍ قالوا: لو علمنا أحبَّ الأعمال إلى الله سارعنا إليه، فلما نزل فرضُ الجهاد تثاقلوا (٢) عنه " (٣).

عكرمة: " نزلت في قومٍ كان الرجلُ منهم يقول: قاتلتُ، ولم يُقاتلْ، وطعنتُ، ولم يَطعن، وضربتُ، ولم يضربْ، وصبرتُ، ولم يصبرْ " (٤).

الحسن: "نزلت في المنافقين، وسمّاهم مؤمنين بزعمهم" (٥).

وقال أبو مُوْسَى (٦): " لقد نزلت سورةٌ كنا نُسمِّيها (المسبِّحات)، أولها: {سَبَّحَ لِلَّهِ}، حفظتُ منها: {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ}، فيَكتبُ شهادةً في أعناقكم، ثم عنها يومَ القيامة تُسألون " (٧).


(١) أخرجه ابن جرير في جامع البيان (٢٨/ ٨٣) عن ابن عباس وأبي صالح ومجاهد، وأخرجه الترمذي في سننه في كتاب التفسير، باب: ومن سورة الصف، برقم (٣٣٠٩) عن عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - والدارمي في سننه في كتاب الجهاد، باب: الجهاد في سبيل الله أفضل العمل، برقم (٢٣٩٠)، والحاكم في المستدرك في كتاب التفسير/ باب: تفسير سورة الصف، برقم (٣٨٠٦). وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأخرجه الواحدي في أسباب النزول (ص: ٣٥١).
(٢) في (ب) " تناقلوا ".
(٣) انظر: جامع البيان (٢٨/ ٨٤)، زاد المسير (٨/ ٤٦).
(٤) انظر: النُّكت والعيون (٥/ ٥٢٧)، زاد المسير (٨/ ٤٦).
(٥) لم أقف عليه من قول الحسن، وقد روي عن ابن زيد [انظر: جامع البيان (٢٨/ ٨٤)، النُّكت والعيون (٥/ ٥٢٧)].
(٦) أبو موسى، هو: عبد الله بن قيس بن سليم بن حَضَّار بن حرب بن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن عذر ابن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر، أبو موسى الأشعري التميمي الفقيه المقرئ، صحابي اشتهر باسمه وكنيته.
قدم وأسلم ليالي فتح خيبر، وغزا، وجاهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحمل عنه علماً كثيراً، وهو معدود فيمن قرأ على ... النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد أقرأ أهل البصرة، وفقههم في الدين، وقد استعمله النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعاذاً على زبيد، وعدن وولي إمرة الكوفة لعمر، وإمرة البصرة لعمر وعثمان وبها توفي - رضي الله عنه - سنة اثنتين وأربعين، وقيل: سنة أربع وأربعين للهجرة، وقيل غير ذلك. [انْظُرْ تَرْجَمَتَهُ: الاستيعاب (٣/ ١٠٣)، سير أعلام النبلاء (٢/ ٣٨٠)].
(٧) انظر: الجامع لأحكام القرآن (١٨/ ٧٦).

<<  <   >  >>