للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ} روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: فإن أجابوك وإلا فقل: الله (١).

وقيل: كان القوم مقرين بأن الله أكبر شهادة، فلهذا لم ينتظر الجواب.

ووقف بعض القراء على {قُلِ اللَّهُ} و {شَهِيدٌ} خبر مبتدأ (٢)، أي: هو شهيد (٣).

وذهب بعض المفسرين إلى أن الله أمره أن يَشْهَدَ عليهم بتبليغ الرسالة إليهم بقوله: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً}.

{بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ} أي: بالقرآن، أراد: لأنذركم ولأبشركم، فاكتفى بأحد الضدين.

ويحتمل (٤) أنهم يُنْذَرون إلى أن يؤمنوا.

{وَمَنْ بَلَغَ} أي: ومن بلغه القرآن، فهو نصب عطفاً على ضمير المخاطبين، ومن بلغه القرآن فقد (٥) أنذره محمد -صلى الله عليه وسلم-، وفي الخبر: (من بلغه القرآن فقد بلغه محمد -صلى الله عليه وسلم-) (٦).


(١) نقله أبو حيان في «البحر المحيط» ٤/ ٩٥.
(٢) في (ب): (خبر مبتدأ محذوف).
(٣) نقله الأشموني في «منار الهدى في بيان الوقف والابتدا» (ص ٢٦٦) عن نافع القارئ.
(٤) في (ب) زيادة: (قال الشيخ الإمام ويحتمل ... ).
(٥) انتقل نظر الناسخ لنسخة (ب) من كلمة فقد هذه إلى كلمة فقد الوارة في السطر الثاني، فسقط عنده ما بينهما.
(٦) روي مرفوعاً من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، رواه الخطيب في «تاريخ بغداد» ٢/ ٥١ وزاد السيوطي ٦/ ٢٩ نسبته إلى ابن مردويه وأبي نعيم، ولفظه: (من بلغه القرآن فكأنما شافهته به) ثم قرأ: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}.
وحكم عليه الخطيب البغدادي ٢/ ٥١ بأنه باطل بهذا الإسناد.
وأخرجه موقوفاً على محمد بن كعب القرظي ابن جرير ٩/ ١٨٢، وابن أبي حاتم ٤/ ١٢٧١ ولفظه: من بلغه القرآن فكأنما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قرأ: {وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ}. وعند ابن جرير ٩/ ١٨٣ لفظ آخر: من بلغه القرآن فقد أبلغه محمد -صلى الله عليه وسلم-.

<<  <   >  >>