للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واليَقْطِين من الشجر ماله ورق عريض منبسط على وجه الأرض (١)، ويحتمل أنه خُصَّ بالقَرْع لأنه لما نُبِذَ بالعَرَاء كان في غاية الرِّقَة واللطافة فكان يؤذيه وقوع الذباب عليه وورق القرع لا يحوم حوله الذباب ولا يقع عليه، والله أعلم.

وفي بعض التفاسير وكانت تختلف إليه وعلة (٢) يشرب من لبنها حتى قوي، ثم يبست الشجرة فبكى حزنا عليها فأوحى إليه ابتكى على هلاك شجرة ولا تبكي على هلاك مائة ألف أو يزيدون (٣).

{وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (١٤٧)} فيه قولان:

أحدهما: هم القوم الذين بُعِثَ إليهم قبل الالتقام، فيكون قد مضمرًا (٤).

والثاني: أُرْسِلَ بعد الخروج من بطن الحوت إلى قوم غير الأول (٥).

وقيل: يجوز أن يكون أُرْسِل إلى الأولين بشريعة أخرى فآمنوا به (٦).

قوله {أَوْ يَزِيدُونَ (١٤٧)} ابن عباس رضي الله عنهما: ثلاثون ألفًا (٧).


(١) قال الزجاج في معاني القرآن (٤/ ٢٣٦) "كل شجرة لاتنبت على ساق وإنما تمتد على وجه الأرض نحو: القَرْع والبِطِّيخ والحنظل فهو يقطين، وأحسب اشتقاقها من قَطَنَ بالمكان إذا أقام به، فهذا الشجر كله على وجه الأرض، فلذلك قيل يقطين".
(٢) الوَعْلة: الشاة الجبلية.
انظر: لسان العرب (١٥/ ٣٤٧).
(٣) انظر: جامع البيان لابن جرير (١٩/ ٦٣٦)، الوسيط للواحدي (٣/ ٥٣٣).
(٤) قاله قتادة، والحسن، ومجاهد، وهو الذي عليه الأكثرون.
انظر: جامع البيان لابن جرير (١٩/ ٦٣٨)، زاد المسير (٧/ ٨٩).
(٥) وهو مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
انظر: النكت والعيون (٥/ ٦٩).
(٦) حكاه في النكت والعيون (٥/ ٦٩) عن ابن مسعود رضي الله عنه.
(٧) في ب: "ثلاثين ألفاً".
انظر: جامع البيان لابن جرير (١٩/ ٦٣٧).

<<  <   >  >>