للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: من كان يعبد الأصنام ليكونوا لهم عزاً فاعلم أن ذلك ذُل فإن العزة لله جميعًا أي مجتمعة في الدنيا والآخرة (١).

{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} أي: إلى محل القَبول.

وقيل: إلى الموضع الذي لا يجرى فيه حُكْمٌ إلا لله.

وقيل: الصعود كناية عن القبول، أي: يقع أجلَّ موقع لأن الكلم لا يوصف بالصعود والنزول (٢).

واختار لفظ الصعود لأن العلو في مراتب الناس أشْرف السِّفال كما تقول: ارتفع إلى القاضي وتراقى الخبر إلى السلطان وإن كان في سَرَب (٣).

وقيل: يصعد به الملك، فقد جاء في الحديث" إن المؤمن إذا قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أخذهن ملك فجعلهن تحت جناحه (٤) ثم صعد بهن إلى السماء، فلا يَمُر على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن" (٥).

والكَلِمُ: جمع كَلِمَة، وهي: كلمة التوحيد (٦).


(١) حكاه الماوردي في النكت والعيون (٤/ ٤٦٤) عن الحسن.
(٢) والصواب أن الصعود على حقيقته، يدل عليه ما أخرجه ابن جرير في جامع البيان (١٩/ ٣٣٨)، والبيهقي في الشعب (١/ ٤٣٤)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٤٦١) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال "إن العبد المسلم إذا قال سبحان الله وبحمده والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أخذهن مَلَك فجعلهن تحت جناحه ثم صعد بهن إلى السماء، فلا يمر بهن على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حتى يجيء بهن وجه الله عز وجل ثم قرأ عبد الله {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} ".
(٣) أي: في خَفَاء.
(٤) في أ: "وجعلهن تحت جناحه".
(٥) أخرجه ابن جرير في جامع البيان (١٩/ ٣٣٨)، والبيهقي في الشعب (١/ ٤٣٤)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٤٦١).
(٦) قاله يحي بن سلام، ومقاتل.

انظر: النكت والعيون (٤/ ٤٦٤)، بحر العلوم للسمرقندي (٣/ ٨٢).

<<  <   >  >>